قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية،البروفيسور حمزة حسام، أن قرار رئيس الجمهورية،بتقديم 16 ألف طن من الأسمدة الفلاحية لدولة كينيا، هو تأكيد لمبدأ التضامن الإفريقي ويبرهن على جدية خطاب الجزائر حيال الالتزام الدائم نحو القارة الإفريقية والإسهام في الجهد التنموي وتبادل المنافع بين الدول الإفريقية. وأوضح الدكتور حسام في تصريح له، بأن "هذه الخطوة التضامنية الجديدة مع دولة من القارة الإفريقية تنسجم مع عمقها الإفريقي والمبادئ التي أسس من أجلها الإتحاد الإفريقي ودعمها الدائم لمصالح القارة داخل مؤسسات الإتحاد أو في بقية المنابر الدولية" . وأضاف الدكتور حسام : "الحالة الجزائرية -الكينية تأتي ضمن مسعى واضح لتكريس استقلالية أكبر في القرار الإفريقي عنوانه تشجيع التعاون جنوب-جنوب لسد الذرائع أمام قوى أجنبية التي تستغل ضعف المشاريع التنموية في القارة، من أجل التدخل تحت غطاء المساعدات، بهدف التشويش على الهوية التحررية لدول الاتحاد والتأثير على القرار والمشهد الإفريقي مثلما سعى إليه الكيان الصهيوني قبل سنة بالتواطؤ مع دولة مطبعة تنتهج نفس السياسة القائمة على الاستعمار والاستيطان بغرص ضرب الجزائر ومصالحها ." وقال: "الأسمدة الفلاحية صارت اليوم جزء من الأمن الغذائي في العالم وليس فقط في القارة الإفريقية وقد تجلى ذلك بوضوح بعد اندلاع الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ سنة 2022،وهي مادة إستراتيجية بامتياز لأنها الأساس في كل عملية لاستصلاح الأراضي الفلاحية وتخصيبها وكذا رعاية المنتجات الفلاحية،وهي تدخل في سياق التنمية المستدامة بهدف تثمين القدرات الإفريقية لكسب رهان الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء وهي معادلة صارت أكثر إلحاحا . وضمن هذا السياق،تحدث الدكتور حسام عن شواهد عدة تبرز عودة الجزائر لتبوأ المكانة التي تستحقها في القارة الإفريقية بعد حقبة من الانكفاء على الذات، وهذه العودة تعكس إدراك صانع القرار الجزائري لأهمية البعد الإفريقي في سياستها الخارجية أكثر من بقية الفضاءات الأخرى،لأنها تمتلك القدرة على منافسة غيرها من القوى الأخرى بقوة في الميدان الاقتصادي بما يتناسب مع طموحاتها الرامية إلى بناء نموذج اقتصادي جديد يقوم على تبعية أقل للمحروقات ويسعى لرفع الناتج المحلي بالاعتماد على طرق مبتكرة لإنتاج الثروة . وفي حديثه عن التطورات التي تشهدها منطقة الساحل الإفريقي، اعتبر الدكتور حسام بأنه "أمر عادي ومنتظر لان الحركية الجزائرية صارت تزعج الكثير من القوى الأجنبية وهذا أمر طبيعي لأن حضور الجزائر والنجاحات المحققة في هذا الفضاء لا يرضي بعضا من هذه القوى الأجنبية لأنها كانت إلى وقت غير بعيد تشغله" . وانطلاقا من ذلك،أشار الدكتور حسام إلى إن "التنافس الراهن على النفوذ بين القوى الرئيسية في العالم وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة الأميركية والصين وروسيا وباقي القوى الأوروبية، منبعه أن كل التقديرات تفيد اليوم بأن القارة قد تصبح مستقبل العالم في مجال الطاقة وتشكل مناطق الساحل الإفريقي وغرب إفريقيا وخليج غينيا أرقاما صعبة في مستقبل معادلة السباق نحو النفوذ بالقارة الإفريقية" .