أبرياء يدفعون ثمن أخطاء الكبار مازال رمي الأطفال مجهولي النسب ظاهرة متواصلة بحيث باتوا يشكلون ديكورا عبر مفارغ النفايات منهم من يتم قتلهم لطمس معالم الفضيحة ومنهم من يُرمون أحياء ويتم العثور عليهم من طرف مصالح الأمن إذ تتداول صور الأجنة على نطاق واسع عبر الوسائط الاجتماعية مما يثير سخط الرأي العام بالنظر إلى هول المآسي المتكررة الناجمة عن أخطاء الكبار والتي يدفع ثمنها أطفال أبرياء. فريدة حدادي تداولت مؤخرا صورة رضيعة عبر الفضاء الأزرق لطفلة حديثة الولادة تم العثور عليها بمنطقة خالية وراء مقبرة بولاية الطارف في سابقة لم تشهدها المنطقة منذ عقود إذ اتخذت المصالح الأمنية الإجراءات لنقلها إلى مركز الامومة والطفولة المسعفة للبنات واختير لها اسم مريم وأثارت القضية جدلا واسعا لاسيما مع تكرر تلك الظواهر في كل مرة ويكون مصير هؤلاء الرمي عبر الأرصفة وبمحاذاة مفارغ النفايات أو الأماكن الخالية بالغابات وعبر المقابر بحيث تتحول نعمة الذرية لدى البعض إلى نقمة بعد ارتكاب أخطاء يدفع ثمنها الأبرياء ويكونوا ضحايا لعلاقات محرمة في غير إطارها الشرعي براءة في قماط العار! في جرائم ضد البراءة وضد الشرع والقانون والمجتمع نعيش على وقع ظواهر لا تمت بصلة لأعراف مجتمعنا ولا لديننا الإسلامي الحنيف الذي يحرّم الفاحشة وبالتالي الإنجاب خارج إطار الزواج وهي المأساة التي يعيشها أبرياء مجهولو النسب يتذوقون العذاب منذ ان تنفتح أعينهم على هذه الحياة فإن هم سلموا من القتل والتنكيل بجثتهم فإنهم لا يسلمون من الرمي عبر الأرصفة وفرار فاعلي الجرم من اعين الناس والمجتمع يٌقمّطون في لفائف العار ويفترشون أكوام النفايات ليتم انتشالهم من طرف المصالح الأمنية فور العثور عليهم وتتخذ بعدها إجراءات نقلهم إلى مراكز الطفولة المسعفة فالحق في الحياة والعيش الكريم مكفول لهم قانونا وتثير تلك القضايا جدلا واسعا في كل مرة ويناهض الكل تلك الجرائم في حق الأبرياء فالجريمة لا تتوقف بعد رمي الطفل وإنما معاناته تكبر كلما كبر ليجد نفسه دون اسم ودون لقب عائلي يحفظ له كرامته ويقيه من النظرات الثاقبة وأصابع الاتهام التي تلاحقه في كل مكان حسب التجارب القاسية التي تمر علينا فصورة الطفلة مريم التي وجدت ملقاة بمقبرة بولاية الطارف أثارت الرأي العام لاسيما مع تكرر تلك المآسي في مجتمع محافظ ومسلم متشدد في قضايا الشرف إلا أن جرائم الاستغلال والانحراف الأخلاقي وشبكات الدعارة تفعل فعلتها في كل مرة لتكون النتيجة قاسية على الأطفال وعلى المجتمع ككل جهل النسب.. جحيم بعد ان تكون مفارغ النفايات مهدا للأطفال مجهولي النسيب في أولى أيامهم قد يكون ذلك أرحم بالنسبة إليهم لاسيما أن عقارب الايام تقودهم في رحلات نحو المجهول وحياة الجحيم بعد اكتشاف الحقيقة والنظرات الدونية التي تلاحقهم في قضية لا ناقة لهم فيها ولا جمل حيث إنهم يٌحشرون وكأنهم هم المذنبون في نظر المجتمع.. بل هم ضحايا أخطاء الكبار الذين استعبدتهم نزوة عابرة في إطار محرّم لتكون النتيجة صغار ثم كبار بدون هوية ولا نسب وهي وضعية صعبة يتجرّعها كثير من هؤلاء لاسيما أن مراكز الطفولة المسعفة تستقبلهم إلى غاية سن الرشد ويكون مصيرهم نحو المجهول بعد مغادرة تلك المراكز ففرصهم مقلّصة في جميع ميادين الحياة في العمل والزواج.. ناهيك عن النظرات الناقصة التي تلاحقهم مما زاد من معاناتهم النفسية. فالجريمة كبيرة والذنب أكبر وتزداد معاناة هؤلاء الأبرياء كلما كبروا فيتمنون لو بقوا صغارا حتى لا يفقهوا من أمور الدنيا شيئا ويكتشفون الحقيقة المرّة وكونهم ولدوا نتيجة علاقة محرمة وغير مُعترف بها وأول من طعنهم في الظهر هم والديهم المجهولين الذين ارتكبوا الجرم وطمسوا معالم الجريمة ورموا فلذات كبدهم عبر الأرصفة وهم أحياء يرزقون لإخفاء الفضيحة أمام البشر لكن علمها عند الله سبحانه وتعالى ولا تخفى عليه