رغم خطورتها على الصحة الجسدية والنفسية فريدة حدادي يرى مختصون في الصحة، أمام الارتفاع المسجل في معدل الأطفال الذين يتناولون المشروبات الطاقوية، خاصة المراهقين، بأن السبب الرئيسي وراء ذلك هم الأولياء، الذين يقدمون لأبنائهم المال دون البحث في الأسباب التي يتم إنفاقها فيها، بل أكثر من هذا، هناك بعض الأولياء يقتنون هذا النوع من المشروبات ويجعلونه متوفرا في منازلهم دون الوعي بخطورتها، الأمر الذي جعل حمى شربها ينتقل حتى إلى الأطفال، الأمر الذي يفرض، حسب الطبيبة نبيلة بسام، التعجيل في وضع استراتيجية تحسيسية، بالتنسيق مع بعض القطاعات الهامة، مثل وزارة الصحة والتربية والتجارة، للتوعية بخطورة إدمانها على صحة الأطفال. تناولت الورشة الأولى، التي بادرت إلى تنظيمها الجمعية الوطنية للصحة المدرسية، والتي عرفت، حسب رئيسة الجمعية نبيلة بسام، مشاركة كل من جمعية "الأمان" ومختصين في الصحة الغذائية، وأطباء أطفال وصناعيين، واحدة من المشاكل الكبيرة التي أصبحت تشكل تهديدا كبيرا لصحة الأطفال، خاصة المراهقين منهم، والمتمثل في الإقبال بشكل مبالغ فيه على شرب المشروبات الطاقوية، والذي بلغ حد الإدمان لدى البعض، دون الاكتراث لمخاطرها على الصحة النفسية والجسدية، ويغفل عنها الكثيرون، لافتة إلى أن التحقيقات الأولية أبانت بأن للأولياء يد في تفشي هذه الظاهرة غير الصحية، من خلال تشجيع الأبناء على اقتناء مثل هذه المشروبات غير الصحية، بتمكينهم من المال وعدم معرفة فيما يتم إنفاقه، من جهة، وجهلا بما تسببه هذه الأخيرة من مخاطر على المدى القريب والبعيد، على صحة أبنائهم. وحول أهم المخاطر التي تتسبب فيها المشروبات الطاقوية، التي امتدت لتمس حتى الأطفال الذين يبادرون إلى شرائها، من باب التقليد، والرغبة في التذوق، حسب الطبيبة نبيلة، هوأنها من المشروبات الغازية التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين، التي لا تناسب سن الأطفال، وتتسبب في زيادة معدل نبضات القلب واضطراب في القلب، ويمكن أن يؤدي إلى حدوث الموت المفاجئ، خاصة وأن البعض منهم يشربونها قبل ممارسة الرياضة، أو قبل الخضوع لبعض الاختبارات المدرسية، معتقدين أنها تساعدهم على التركيز وتمنحهم الطاقة، مؤكدة بالمناسبة، أن من أكثر المخاطر التي تنبأ بها المشروبات الطاقوية، أنها تحتوي على نسبة عالية من السكريات، بالتالي تساعد على زيادة الوزن، ومنه السمنة، التي بلغت، حسب ما تشير إليه الأرقام، 13 بالمائة في صفوف المتمدرسين، وكذا مضاعفتها المتعلقة باحتمال الإصابة بالسكري لدى الأطفال. السر وراء الإقبال على هذا النوع من المشروبات الطاقية، من طرف المراهقين وحتى الأطفال، حسب الطبيبة نبيلة، هو الاعتقاد الخاطئ بأنها تمنحهم الطاقة والنشاط، لكن الحقيقة العلمية غير ذلك، إنما تساعد هذه المشروبات على الرفع من معدل السكري في الدم، وفيها منبهات تتسبب في اضطراب النوم، بالتالي الأرق، ما يؤدي إلى نتيجة عكسية، وأكثر من هذا، تزيد من حموضة المعدة، ما يسمح بالإصابة بالقرحة المعدية، لافتتا إلى أن أسوأ ما في هذه المشروبات الطاقوية، إلى جانب الأضرار الجسدية، أنها تفتح باب الإدمان، لأنها تمنحهم شعورا بالنشوة بعد شربها، بالتالي تكون لديهم دائما رغبة في إعادة شربها، ومن هنا تظهر الخطورة، حيث تصل معدلات الشرب عند البعض إلى أكثر من أربع قارورات في اليوم، دون الحديث عما تسببه من أضرار نفسية عدوانية وشعور دائم بالقلق والعصبية. وحول ما تقترحه الجمعية الوطنية للصحة المدرسية، أمام تفاقم الظاهرة، أوضحت المتحدثة، أنه بعد تسليط الضوء على جملة من المعطيات المتعلقة بالمشروبات الطاقوية وخطورتها، خلال الورشة الأولى، بمعية مختصين، يجري التحضير لورشة ثانية، بمعية الشركاء، من أجل تقديم تقرير أولي لبعض الشركاء، مثل وزارة الصحة والتجارة والشؤون الدينية، ومنه ضبط التوصيات للشروع في العمل الميداني من أجل الحد من شرب هذه السموم، من خلال المراهنة على النشاط الجواري والاتصال المباشر بالمعنيين بالعملية التحسيسية، من أولياء وتلاميذ، في انتظار التحضير لمؤتمر وطني، لضبط الاستراتيجية الخاصة بمخاطر المشروبات الطاقوية.