يعرف سوق الخضر والفواكه بباش جراح بالعاصمة، ارتفاعا واضحا في أسعار الخضر، حيث وصل سعر منتوج البطاطا إلى 85 دينارا للكيلوغرام الواحد، والشفلور 70 دينارا، والكوسا 120 دينار، والجلبانة 60 دينارا، والخس 60 دينارا، والطماطم 90 دينارا والفلفل 120 دينار. جريدة «السلام اليوم» نزلت إلى شوارع باش جراح وجالت في سوق الخضر والفواكه المعروف بحركيّته الكبيرة وأسعاره، التي غالبا ما تكون في متناول الجميع. تقربنا من المواطنين الذين يأتونه من كل أنحاء العاصمة؛ الدارالبيضاء والرغاية والحميز والقبة وحسين داي وكذا باب الزوار، ونقلنا أصداءهم حول واقع أسعار الخضر، إذ لم يجدوا ما يملأون به القفة، وعبّروا لنا عن قلقهم من الزيادات الملتهبة لأسعار الخضر. ربات البيوت يتهافتن على الجلبانة وأخريات يقاطعن البطاطا فريدة موظفة من باب الزوار صرحت لنا قائلة: «الجلبانة والجزر من مشرياتي، بالإضافة إلى المقرون». وعن البطاطا تقول: «لا أشتري النار التي تحرق بطني!». وأكدت سيدة من الدارالبيضاء أن العدس واللوبياء أنقذا الموقف، وكانا البديل الوحيد عن الخضر. وفي نفس السياق قال الحاج أحمد: «إن الخضر لا تدخل بيتي أمام هذا الغلاء، فالعدس والخس من مقتنياتي»، في حين قال البعض إنهم يفضّلون شراء الجلبانة والجزر؛ لأن 30 دينارا في متناولهم. ومن جهة أخرى أكد المواطنون أن الموز بلغ 220 دينار للكيلوغرام. و في هذا الجانب يقول أحد باعة البيض: «بلغ سعر البيضة 12 دينارا»، معللا ذلك بارتفاع سعر الدجاج، والذي وصل إلى 30 دينارا. التجار يُرجعون أسباب الغلاء إلى قلة المنتوج وكثرة الوسطاء وأرجع تجار التجزئة بسوق باش جراح أسباب ارتفاع أسعار الخضر إلى تقلبات الطقس التي عُرفت خلال تساقط الثلوج في الآونة الأخيرة، ما أدى إلى نقص المنتوج في سوق الجملة ب «الرافيقو»، التي تبعد ب 20 كلم شرق البليدة، إضافة إلى زيادة الطلب ونقص العرض، فمنتوج البطاطا قليل جدا في هذه السنة. ومن جهة أخرى أرجعوا التهاب الأسعار إلى كثرة الوسطاء، فالبطاطا لا تنتقل مباشرة من الفلاح إلى المواطن إضافة إلى استغلال بعض المسؤولين لفترة قرب الانتخابات برفع أسعار الخضر؛ مما يجعل المشاكل تزداد على المواطنين. أما عن مناطق استقدام هذه الأنواع من الخضر فالبطاطا من الغرب الجزائري، والفلفل بنوعيه من الصحراء من وادي سوف وولاية بسكرة وبالضبط من «زرعة الواد» و»غروس» و»الدوسن»، ما يتطلب مصاريف كبيرة لنقلها. كما طالب المواطنون السلطات المعنية بأن تأخذ مطالب الشعب بعين الاعتبار قبل أن تطالبه بالانتخاب. ممثل التجارأسعار:«الخضر حرة ومرتبطة بالعرض والطلب « ممثل التجار الفوضويين عروس فاتح أكد لنا قائلا: «ارتفعت أسعار الخضر في سوق باش جراح لأنها سوق حرة، فلا أحد يستطيع التحكم في الأسعار، حيث تشتري اليوم البطاطا ب 120 دينار للكيلوغرام، وبعد أسبوع لما يكون المنتوج متوفرا جدا ينخفض السعر حتى 30 دينارا، فهذه التجارة معروفة عالميا؛ فلا يوجد ميزان واحد؛ إذ إنها مرتبطة بقانون العرض والطلب، فإذا كان العرض أكثر من الطلب فالثمن يقل، والعكس صحيح، وهذا هو الحاصل اليوم. ويضيف محدثنا: «البطاطا في العام الفارط كانت متوفرة، وسعرها في متناول المواطن البسيط مقارنة بالسنة الجارية، إذ إن نصف الفلاحين هذه السنة لم يهتموا بإنتاج البطاطا؛ وذلك بسبب تكبّدهم خسائر في السنة الماضية. ومنطقيا، إذا كان 100 فلاح زرعوا البطاطا العام الماضي نجد هذه السنة 30 فلاحا فقط من أنتجوا محصول البطاطا، وبالمحصّلة، فإن الفلاح حصل على الفائدة التي خسرها السنة الماضية، مضيفا: «الباعة بسوق باش جراح محرومون وليسوا فوضويين؛ إذ لم توفر الدولة لهم مكانا يمارسون فيه نشاطهم؛ فمادامت السلطات المعنية لم تمنح لنا فرصا للعمل بتوفير أمكنة، هذا يعني أننا لسنا فوضويين»، موضحا أن أغلبهم لهم 14 سنة في هذا المكان، فالسوق الجديد بوادي أوشايح لا يستطيع الفرد الدخول إليه بسبب وجوده في منطقة معزولة وبعيدة عن السكان، بالإضافة إلى انعدام الأمن به، الذي جعل الزبائن يحجمون عن الإقبال عليه«.