سبب الاضطراب الجوي الذي شمل كل المدن الجزائرية منذ أزيد من أسبوع ارتفاعا في أسعار الخضر والفواكه بشكل مفاجئ، حيث قفز سعر الكيلوغرام الواحد من البطاطا إلى 80 دينارا، فيما تجاوز سعر الخس سقف ال 120 دينار والفاصولياء الخضراء لمن استطاع إليها سبيلا. وكشفت جولة قادت "الشروق" إلى عدة أسواق بالعاصمة وكذا تقارير مراسيلنا في مختلف الولايات خاصة تلك التي مستها التقلبات الجوية والعواصف الثلجية، أن سعر البطاطا قفز من 40 دينارا إلى 80 دينارا، وسعر الخس إلى 120 دينار، بعد أن كان لا يتعدى 70 دينارا الأسبوع الماضي، ونفس الشيء بالنسبة للجزر والطماطم التي وصلت أسعارها إلى 90 دينارا، والقرعة ب 110 دينار، فيما ارتفعت أسعار الفاصولياء الخضراء ووصلت حدود اللامعقول بتحطيمها لرقم 400 دينار، أما عن أسعار الفاكهة فحدث ولا حرج، حيث يتجاوز فيها سعر التفاح ال200 دينار، في حين لا يقل سعر الموز عن 150 دينار. وفي هذا الشأن عبر مواطنون تحدثنا إليهم عن استيائهم الكبير لما عرفه المستوى المعيشي للجزائري الذي مس حتى فاكهة الفقراء "البطاطا"، حيث قال لنا محمد "لم أفهم شيئا حتى الطماطم صارت ب90 دينارا والخس ب 120 دينارا، والبطاطا تجاوزت سقف 80 دينارا إلى أين نحن ذاهبون بهذه الأسعار...؟". وأرجع التجار الذين تحدثنا إليهم بالسوق المغطى بحسين داي وباش جراح والمقرية سبب التهاب الأسعار إلى النقص الكبير في التزوّد بالخضر والفاكهة، بسبب الاضطرابات الجوية والعواصف الثلجية التي اجتاحت أزيد من 30 ولاية، وقطع عدة طرق بسبب ارتفاع منسوب الأودية، مما حال دون الوصول إلى الحقول لجني الخضر وجشع تجار الجملة الذين يستغلون مثل هذه الفرصة ليضربون ضربتهم القاضية على تجار التجزئة وبالتالي المواطنين، فيما أرجع تجار الجملة أسباب التهاب أسعار الخضر والفواكه بالدرجة الأولى إلى مشكل النقل، إذ يمتنع الناقلون عن العمل في مثل هذه الظروف المناخية الصعبة، ويشترطون أجرا مضاعفا، ما يؤثر سلبا على أسعار المنتوجات التي يشتريها تجار التجزئة. وفي السياق دقت اللجنة الوطنية للخضر والفواكه واتحاد التجار ناقوس الخطر الذي ستشهده الجزائر في الأشهر المقبلة، فيما يخص الندرة الحادة التي ستعرفها مادة البطاطا في معظم ولايات الوطن خلال شهر مارس وأفريل القادمين، وإمكانية ارتفاع سعرها بشكل غير مسبوق، إذا ما استمرت التقلبات الجوية، وتساقط الثلوج .