أجرى ما يربو عن 9825 متمدرس في فصول محو الأمية اختبارات التحرر، عبر 53 مركز إجراء يتوزعون على مختلف بلديات ولاية بسكرة، والتي يبلغ عددها 33 بلدية. الاختبارات كانت تخص مادتي اللغة العربية والرياضيات، واستغرقت أربع ساعات، ساعتين كاملتين لكل مادة. "السلام اليوم" كان لها السبق في ولوج أحد مراكز الإجراء، وهو مركز عبد الحميد بن باديس، الذي يقع في المنطقة الغربية من عاصمة الولاية بسكرة، حيث تحدثنا إلى عيّنة من الممتحنين والممتحنات، والذين أكدوا في معظمهم أن الاختبارات كانت سهلة وفي متناولهم. أما الاكتشاف الذي يستحق الوقوف عنده أننا التقينا في نفس المركز بمتمدرسات كبيرات في السن، أكدن لنا أنهن درسن لأول مرة في فصول محو الأمية، ومنهن من حفظت كتاب الله وترتّله ترتيلا صحيحا، وأخريات يتواصلن اجتماعيا عبر صفحات الفايسبوك، ولهن صديقات عبر التراب الوطني، إلى جانب أخريات في دول عربية. ولمسنا خلال زيارتنا أن كل الظروف كانت مهيَّأة لإجراء الامتحانات في جو ملائم، خاصة أن هذه الفئة تحتاج إلى نوع خاص من الرعاية والاهتمام. وفي سياق متصل، أكد لنا سليمان تيقان مدير ملحقة بسكرة لمحو الأمية وتعليم الكبار، أن الدولة الجزائرية سخّرت كل الإمكانات من أجل إنجاح مشروع محو الأمية في الجزائر، والذي يندرج ضمن استراتيجية وطنية دعا إليها فخامة رئيس الجمهورية، والتي بفضلها يمكن أن نقطف زهرتين، على حد تعبير مدير الملحقة؛ زهرة القضاء على الأمية وزهرة التخفيف من البطالة. وأضاف قائلا إن سيرورة العمل لم تتأت إلا بمساهمة عدة شركاء على غرار مديرية التربية ومديرية الشباب والرياضة ومديرية النشاط الاجتماعي ونظارة الشؤون الدينية والوكالة الولائية للتشغيل، بالإضافة إلى الجمعيات الفاعلة في الميدان وعلى رأسها جمعية اقرأ، والرابطة الوطنية للكتاب والقلم، وجمعية الإرشاد والإصلاح والجمعية الولائية لمحو الأمية لولاية بسكرة، والتي بفضلها تم تحرير ما يناهز عشرة آلاف متمدرس ومتمدرسة من الأمية العام الماضي.