كشف مصدر مطلع ل»السلام» أن فرقة أمنية خاصة تنقلت أمس إلى مركب أرسيلور ميتال عنابة واقتادت النائب البرلماني السابق عيسى منادي لإخضاعه إلى تحقيق معمق، بعد أيام من اعتكافه بمقر نقابة العمال وشنه - رفقة 18 نقابيا مفصولا - إضرابا عاما عن الطعام وهدد حينها بحرق نفسه بواسطة البنزين. وأفاد المصدر ذاته، أن المديرية العامة لمجمع الحديد والصلب استنجدت بالقوة العمومية لطرد عيسى منادي وجماعته نهائيا من المؤسسة، تطبيقا للحكم الاستعجالي الصادر عن محكمة الحجار بخصوص إخلاء كافة المواقع العامة داخل مركب الحجار، بعدما ظل محسوبون على عضو المجلس الشعبي الوطني السابق يحتلونها، إثر نشوب معارك دامية مع تيار الأمين العام للفرع النقابي إسماعيل قوادرية مباشرة بعد إجراء الانتخابات التشريعية التي قذفت بها إلى مبنى زيغود يوسف. ويقرأ المراقبون لمسيرة أرسيلور ميتال، قرار توقيف النقابي عيسى منادي على طريقة «بارون» النفايات الحديدية حسان فلاح لما كان يشغل منصب نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي لعنابة، بأنه مقدمة لفتح ملفات الفساد والفضائح المرتبطة بمشاريع المناولات في قطاع النفايات الحديدية بمركب الحجار. لاسيما أن رئيس فريق اتحاد عنابة السابق كان محل اتهامات خطيرة بالضلوع في قضية حسان فلاح المعروف في الوسط المحلي بلقب «إمبراطور عنابة»، وهو الذي يقبع منذ سنوات بالمؤسسة العقابية بعد إدانته من قبل محكمة الجنايات. وتحتفظ ذاكرة الشارع المحلي بعنابة بالتحقيقات المعمقة في فحوى الرسالة «السرية» التي حررها مدير وحدة «فرسيد» سابقا بمركب أرسيلور ميتال، وحملت قائمة اسمية لشخصيات معروفة بنفوذها المحلي، أوردت الرسالة «القنبلة» أنها تورطت في ملفات الفساد وتضخيم الفواتير والتهرب الضريبي والتعاملات المشبوهة والفضائح التي هزت خلال السنوات الأخيرة عملاق الحديد والصلب في الجزائر، وذكر بينهم اسم النائب البرلماني حينها عيسى منادي. وحسب المعطيات التي تسربت وقتها من سير التحقيق مع جمال بارة، فإن الرسالة التي عثرت عليها مصالح الأمن حملت تهديدا صريحا بكشف قضايا فساد أخرى تورط فيها البرلماني عيسى منادي حين كان أمينا عاما لنقابة أرسيلور ميتال، وعدد من الرؤوس النقابية وكذا بعض الإطارات والمسيرين المعروفين. وتوعد جمال بارة هؤلاء بالوشاية بهم لدى المصالح الأمنية، ما لم يوظفوا أموالهم ونفوذهم لإخراجه من السجن. وتمكنت مصالح الأمن من العثور على رسالة مدير «فرسيد» داخل قفة المؤونة، حيث كلف أحد إخوته بتسريبها إلى الشخصيات المذكورة بالاسم. وكان الغريم إسماعيل قوادرية قد فجر سنة 2009 قنبلة من العيار الثقيل حين وزع على وسائل الإعلام بيانا جاء فيه أنه وضع بين أيدي مصالح الأمن الوطني بمختلف وحداتها ومصالحها، وثائق وأدلة ثبوتية تورط رؤوس كبيرة وشخصيات نافذة في دواليب الاقتصاد والإدارة والساحة السياسية، ذاكرا بالاسم عدوه «الحاج» عيسى منادي الذي كان وقتها عضوا في هيئة عبد العزيز زياري.