كشفت صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية في عددها الأخير، عن امتلاك الولاياتالمتحدةالأمريكية أدق التفاصيل حول تحركات المجموعات الإرهابية والمتمردين الطوارق في الساحل خلال السنوات الأخيرة. أكدت الصحيفة المقربة من الحزب الديمقراطي، أنّ الجيش الأميركي أنشأ منذ 2007 قواعد جوية في إفريقيا لإجراء عمليات مراقبة سرية لتحركات الإسلاميين والمتمردين بواسطة طائرات صغيرة». كما أوضحت أنّ المراقبة الجوية المستمرة التي تشرف عليها قاعدة أفريكوم بشتوتغارت الألمانية مكنت الولاياتالمتحدةالأمريكية والبيت الأبيض بصفة خاصة من مراقبة تحركات العناصر الإرهابية المنتمية للقاعدة، وكذا المتمردين الطوارق شمال مالي بصفة دقيقة خلال السنوات الأخيرة. وجاء الكشف عن هذه المعلومات بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» عن استراتيجيته المتعلقة بتنمية إفريقيا، من أجل ترسيخ الأمن والديمقراطية كما قال. وسيركز البيت الأبيض من خلال هذه الاستراتيجية على أربع نقاط: تعزيز المؤسسات الديمقراطية، تحفيز النمو والاستثمارات، إعطاء السلام والأمن الأولوية وتشجيع التنمية. وقال الرئيس الأميركي في بيان «فيما ننظر إلى المستقبل، يبدو واضحا أن إفريقيا مهمة أكثر من أي وقت مضى، لا من المجموعة الدولية وازدهارها وللولايات المتحدة خصوصا». ويؤكد هذا التوجه الجديد لواشنطن نحو القارة الإفريقية، أن الولاياتالمتحدة تريد استعادة دورها كدولة محورية في القارة السمراء وسط تنامي نفوذ الصين اقتصاديا، وكذا بداية انحسار الدور التقليدي لفرنسا بالمنطقة رغم وجود تأثير كبير لها سياسيا وأمنيا. وتعيش القارة بصفة عامة ومنطقة الساحل بصفة خاصة تحولات حساسة خلال الأشهر الأخيرة مع تنامي دور القاعدة وتزايد التنافس الأمريكي الفرنسي على النفود. وظهر هذا التنافس خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن حول مالي، أين كانت فرنسا تدفع نحو تدخل أممي بالمنطقة لوضع حد لسيطرة الأزواد والإسلاميين على شمال البلاد، فيما عارضت واشنطن والجزائر الخطوة مطالبتين بمنح الوقت الكافي للحلول السلمية للنزاع.