تملك كل امرأة رغبة جامحة في أن تكون في كامل أناقتها وجمالها وهي الفطرة والغريزة التي نجدها في بنات حواء اللواتي يحببن كل ما يرمز للحب والجمال. ومن أجل الوصول إلى تلك الميزة التي تتنافس فيها المتنافسات تحرص كل واحدة على استخدام مختلف وأجود أدوات التجميل، وعلى رأسها الكحل الذي صار يتخذ أشكالا وأنواعا مختلفة، حيث تسعى كل علامة تجارية إلى محاولة إبراز جمال عيون المرأة. إنّ الكحل يعتبر من أقدم أدوات التجميل التي تحرص عليه المرأة الجزائرية منذ القدم ولم يكن أداة زينة خاصة بالأعياد والمناسبات، بل كان أداة تستعملها يوميا ليزيد في تحديد عيونها وجعلها كبيرة الحجم حتى تبدو أكثر جمالا ورونقا. وعن موقع الكحل الطبيعي عند بنات هذا العصر، فقد تباينت الآراء بين من يفضلن الكحل الاصطناعي، فيما أشادت أخريات بفائدة الكحل الطبيعي ولكن أشرن إلى وجود صعوبة كبيرة في اختيار النوعية الجيّدة منه، في ظل ما تعرضه الأسواق من مختلف الأشكال والأنواع. ونجد الكحل الجاف، أقلام الكحل والكحل الطبيعي وهو الذي يعتبر الأفضل لأنه خال من المواد الكيميائية، تقول نسيمة التي تفضل الكحل العربي: «أنا لا أشتري الكحل الطبيعي وإنما تجلبه لي جدتي كلما ذهبت للعمرة أو الحج». مسنات يحرصن على صناعة الكحل الطبيعي توجد في الأسواق العديد من أنواع الكحل ولكنّ أغلب النساء صرن يفضلن أقلام تحديد العيون وترينها بديلا جيدا عن الكحل الطبيعي تجنبا لسقوطه تحت العين، ولكن أخريات لا زلن وفيات لهذه الأداة التجميلية ومنهن من يحرصن على صناعتها بطريقة تقليدية بعدما تعلمنها عن جداتهن، حيث يقمن بشراء حجر الكحل الطبيعي يغسلنه جيّدا، ليجفّف ويطحن جيّدا ليضاف له مسحوق حبّة الطيب. هذا ما أكدته لنا يمينة 60 سنة من باتنة مشيرة أن الكثير من النساء لا زلن يقبلن على شراء الكحل الطبيعي لأنه الأفضل لسلامة العينين وجمالهما أيضا، خاصة مع خطورة بعض مواد تجميل الأخرى على البصر، أما عن أجود أنواع الكحل، تقول إنه يتميز ببعض الخصائص فهو صافي وأملس. أثبتت أغلب المسنّات ممن كانت لهنّ تجربة مع الكحل الطبيعي أنه دواء شافي لبعض أمراض العيون ومنها الحساسية، فالكحل العربي الأصلي مفيد جدا وهو ليس حكرا على النساء فقط بل كان يستعمله كل من يعاني من بعض أمراض العيون، حيث يضعه الرجل كالمرأة كما يوضع في أعين الرضع لحمايتها. الرصاص: مادة خطيرة في صناعة الكحل بخصوص مواد التجميل التي تشكل خطروة على صحة العينين، أشار طبيب العيون بوزيان محمد إلى «الماسكرا» التي تعدّ هي الأخرى من أدوات الزينة التي توضع على العينين، ولكن قد تحمل آثارا واضحة على الرموش، حيث تتسبب في تساقطها وتؤدي إلى ظهور بثور على الجفون نتيجة حالة من الحساسية. أما عن الكحل الطبيعي، فأشاد الطبيب بأهميته في صحة العينين وتقوية البصر، كما أوضح بوزيان أنّ هناك أنواع من الكحل التي تبيّن أنها تضر كثيرا بحاسة البصر، حيث تتسبّب في احمرار شديد في العينين والسبب هو احتوائها على كمية كبيرة من الرصاص، الذي قد يؤذي كثيرا الرضيع في حال وضع له. وعن التفريق بين النوعية الكحل فيؤكد المتحدث أن ذلك غير ممكن، إلا من خلال التحليل المخبري من أجل تحديد النوع والمكونات.