وضع “عمار غول” وزير الاشغال العمومية السابق والقيادي في حمس أمس، حدا للجدل حول مشروعه السياسي الجديد وأعلن رسميا بداية التحضير لتأسيس حزب سياسي، تارك للمتعاطفين معه حرية اقتراح تسمية له وحتى الخطوط العريضة للبرنامج الذي يقوم عليه، رغم أن معطيات تؤكد أنه يريد تقليد النموذج التركي ممثلا في حزب العدالة والتنمية بجمع إطارات في حزب له خلفية إسلامية لكنه منفتح على كل التيارات. أعلن غول على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك “لقد لقي النقاش المطروح حول ضرورة تأسيس حزب سياسي جديد، تجاوبا كبيرا وإيجابيا، وقد أظهرت نتائج ومجريات النقاش أن الاتجاه الغالب، يرى أن على عمر غول المضي قدما في تأسيس حزب جديد، يكون فضاء للأمل وأداة للبناء الوطني”. ورفض غول إطلاق تسمية على حزبه الجديد، مفضلا ترك المجال للمتعاطفين معه لاقتراح تسمية. وأكد “بناء على هذا ارتأينا مواصلة أسلوب الحوار العام والتشاور المفتوح، وأن نطرح للنقاش والاقتراح القضايا المتعلقة بفكرة هذا الحزب، ويسعدنا أن نتلقى كل الأفكار والمقترحات”. وقد تهاطلت التعليقات على إعلان الوزير السابق للأشغال العمومية والقيادي في حمس، حيث بارك البعض من جمهور الصفحة المبادرة وبدأوا في إطلاق تصور للحزب وتسميته، فيما انتقد آخرون وهم من مناضلي “حركة مجتمع السلم” هذه الخطوة واعتبروها ضربة موجهة لحركة “حمس” وإرث الراحل نحناح التي كونت الوزير غول. وذكرت مصادر مقربة من وزير الأشغال العمومية السابق، أن المشروع السياسي الجديد يريد الاستلهام من التجربة التركية ممثلة في حزب العدالة والتنمية الذي يقوده أردوغان بتأسيس فضاء حزبي مفتوح لكل الإطارات مهما كانت إيديولوجياتها رغم الخلفية الإسلامية للمؤسسين، لكن التركيز سيكون حسب نفس المصادر على الكفاءة والانضباط الحزبي من أجل خدمة البلاد في أي مجال بعيدا عن الجدل الإيديولوجي. وكانت معلومات تسربت من محيط حركة “حمس”، أكدت مؤخرا أن عدد كبير من القيادات منها من هم أعضاء المكتب الوطني، أعلنوا دعمهم لمشروع غول واستعدادهم للإلتحاق به ومنهم رئيس المجلس الشوري “عبد الرحمن سعيدي”، غير أن الأخير نفى هذه المعلومات لاحقا. ويعتبر قرار حمس بمقاطعة الحكومة القادمة بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس بين تيارين، الأول يقوده نائب رئيس الحركة “عبد الرزاق مقري” الذي دفع نحو المقاطعة، والثاني يقوده غول وقياديون آخرون يعتبرون ذلك تنكرا لنهج الراحل نحناح في إيجاد توازن بين المشاركة والدفاع عن مبادىء الحزب.