أساتذة الجامعات يصفون ما حدث بجامعة تيزي وزو ب “الخيانة العظمى“ الإدارة تنفي منحها أي تصريح لبث المحاضرة موضوع الجدل إعتبرت جبهة العدالة والتنمية، إلقاء الإنفصالي المنبوذ فرحات مهني، محاضرة بجامعة “مولود معمري” بتيزي وزو، مساسا بالوحدة الوطنية، ومحاولة واضحة للتفريق بين الجزائريين. ندّد حجيرة خليفة، الأمين الأول، في حزب جاب الله، بسماح إدارة الجامعية لما وصفه ب “بوق من أبواق الفرقة الذي فقد كل مقومات الإنتماء لهذا الوطن”، الإنفصالي فرحات مهني، بإلقاء المحاضرة المثيرة للجدل، وإعتبر في تصريحات صحفية أدلى بها أمس، ما جاء فيها دفعا متعمدا لإثارة نواعر التفرقة الماسة بوحدة الشعب الجزائري. في السياق ذاته، إستنكر المتحدث، كل دعاوي التفريق من أي طرف كانت، محملا السلطة القائمة – التي ترفض أن تسلم بحق الشعب في إختيار حكامه الذين يعرفون كيف يحافظوا على وحدته وقوة لحمته – كل المسؤولية عن أي إنزلاق أو تعفين للوضع يمكن أن يحدث. هذا وكانت جامعة “مولود معمري” في تيزي وزو، قد عرضت أول أمس، محاضرة عن بعد من العاصمة الفرنسية باريس للمدعو فرحات مهني زعيم حركة “الماك” الإنفصالية، بحضور عدد مما يفترض أنهم طلبة في الجامعة، حملت عنوان “معركة القبائل في مواجهة الإحتلال الجزائري”. من جهتهم طالب أساتذة التعليم العالي والبحث العلمي، بالإقالة الفورية لحكومة بدوي، ووزير التعليم العالي، وكذا مدير جامعة تيزي وزو، وفتح تحقيق قضائي وأمني حول المتورطين فيما إعتبروه “جريمة الخيانة العظمى” بجامعة تيزي وزو، حيث حمل المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، في بيان له أمس إطلعت عليه “السلام”، الحكومة مسؤولية هذا “الإنزلاق”. كما إستنكر “الكناس”، تواطؤ مسؤولين داخل جامعة “مولود معمري”، سمحوا ل “العميل” و”المنبوذ” فرحات مهني بإستخدام قاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة كمنصة لمهاجمة وحدة الوطن، داعيا الشعب الجزائري، ومواطني ولاية تيزي وزو الشرفاء، وكل سكان المنطقة إلى التصدي لما وصفه ب “المؤامرة الدنيئة”، هذا بعدما أكد أن وحدة الوطن ووحدة الشعب خط أحمر، وأن ما حدث بجامعة تيزي وزو، لا يجب أن يمر دون محاسبة وعقاب شديدين. وعلى خلفية الجدل الواسع الذي أثارته الحادثة السالفة الذكر وسط الشارع المحلي عبر كل ربوع الوطن، ردت إدارة جامعة “مولود معمري”، في بيان لها أمس تحوز “السلام” على نسخة منه، على الإنتقادات التي طالتها، ونفت منحها أي تصريح لبث المحاضرة موضوع الجدل، هذا بعدما شككت في نوايا الأشخاص الذين هاجموها وأكدت أن هدفهم هو الزج بالولاية في إنزلاقات خطيرة، خاصة منهم الذين أرادوا منع المحاضرة بالقوة المادية والجسدية بشكل كان من الممكن أن يؤدي إلى اصطدام بين الطلبة وأعوان الأمن، ومن ثم الزج بمنطقة القبائل مرة أخرى في رواق الدم والنار. وخلص بيان إدارة الجامعة ذاتها، إلى التأكيد على وعي الأسرة الجامعية بما تشمله من طلبة وأساتذة وموظفين، بمسؤوليتها الكبيرة أمام الوضع الحالي وتمسكها بالحفاظ على المبادئ الوطنية ووحدة البلاد.