يشتكي كثير من الناس من آلام القولون العصبي الذي طالما أرّقهم في حياتهم اليومية ليكون رمضان فرصة للعلاج، ورغم أن البعض يرى أن الصيام يزيد من حدّة الوضع إلا أن الإستشارة الطبية أكّدت عكس ذلك. tab يشدد الدكتور بلعربي محمد شريف على أنّ مرضى القولون العصبي يشعرون بتحسّن في رمضان حيث أن التقليل من كميّة ونوعية بعض الأكلات يجعل القولون يرتاح، فيشعر الفرد بسهولة في الهضم ففترة الصيام من شأنها تنظيم العادات الغذائية وتعمل على إراحة كل الجهاز الهضمي. في تعريفه للمرض، يشرح الطبيب قائلا: “القولون العصبي هو عبارة عن إلتهاب في الجدار الداخلي للأمعاء الغليظة، حيث يمكن أن يبدأ هذا الإلتهاب في جزء معيّن من القولون، وفي أغلب الحالات يبدأ من الأسفل في جزء يسمى بالمستقيم تم ينتشر هذا الإلتهاب في بقيّة الأجزاء”. ومن أهمّ مؤشرات إصابة الفرد بهذا المرض وجود انتفاخ في البطن، إضافة إلى ظهور اظطرابات في التبرّز كما يكون الفرد عرضة للإمساك أو الاسهال ويرافق ذلك ألام شديدة وشعور بالغثيان. من أسباب حدوث القولون العصبي يشير الطبيب إلى نوع من البكتيريا أوالحساسية من بعض الأطعمة، على غرار سكر ثنائي المعروف باللاكتوز والذي يوجد في الحليب ومشتقاته. ويضيف د/ بلعربي في سياق آخر: “القولون العصبي نوعان رئيسيان منه ما هو بسيط ومنه ما هو حاد والذي يحدث نزيفا دمويا، حيث يؤثر كثيرا على الجهاز الهضمي بصورة عامة”، أما عن علاج المرض فيكون عن طريق أدوية مهدئة ومسكنة للألم وأخرى مساعدة على الهضم. وبخصوص تأثير عملية الصوم على مريض القولون العصبي، يؤكد المتحدث ذاته أنّ للصوم انعكاس ايجابي على مرضى القولون، لأن التوقف عن الأكل والشرب خلال ساعات الصيام يمنح للجهاز الهضمي فرصة لتجديد خلاياه، مما يمكنّها من استرجاع نشاطها ما يسّهل في عملية الهضم. ويضيف في هذا الباب: “الصوم فعّال في التخلّص من تلك الأعراض التي تصاحب الفرد يوميا، فمريض القولون يشعر في الأيام الأولى من الصيام بقلّة في النشاط ولكن ذلك يرجع إلى اضطراب في نمط الغذاء”، ليؤكد الدكتور في الأخير أنّ التشخيص المسبّق ضروري من أجل الوقوف على الحالة وتحديد مدى تأثير الصيام على كل واحد. نصيحة الطبيب لمرضى القولون العصبي ركّز د/ بلعربي في تقديمه لجملة من النصائح على أفضليّة استهلال الفرد الإفطار بالتمر والحليب من أجل جعل القولون يستعّد لعملية الهضم، لذا لابد – حسب المتحدث - من الإهتمام بطعامه الذي يجب أن لا يكون غنيا بالدسم بقدرما يكون غداء غنيا بالنشويات والألياف، مع ضرورة التقليل من التوابل التي تؤثر على مرضى القولون وتناول كمية معتبرة من الماء واجتناب الأغذية المقلية، ويفضّل أن تكون نيّئة أو مطبوخة على البخار مع الإبتعاد عن استهلاك الألبان ومختلف أنواع البقوليات والبهارات. كما يفضّل دوما تباعد الوجبات حتى يعطي للجهاز الهضمي فرصة للقيام بعمله في هضم الطعام، وهو الخطأ الذين يرتكبه الكثير من الناس خلال رمضان ويؤثر كثيرا على مرضى القولون العصبي. ويردف الدكتور بلعربي: “ّصحيح أنّ القولون العصبي هو مرض مزمن ولكن يمكن تجنبه من خلال استغلال رمضان من أجل التعود على عادات غذائية سليمة مثل شرب الماء بكميات كبيرة، تنظيم في نوعية وكمية وأوقات الوجبات الغذائية إضافة إلى أهمية الرياضة ولو كانت عبارة عن دقائق من المشي”. وفي الأخير نوّه الطبيب بضرورة توفير الهدوء النفسي وتجنب القلق الذي يعدّ سببا رئيسيا لمرض القولون العصبي.