تشهد بعض الأحياء في بلدية المعذر شرق ولاية باتنة، على غرار حي الفلاح، بوعكاز وكذا حي العتيق أعرق حي بالمنطقة، ندرة حادة في التزود بالمياه الصالحة للشرب، وهو ما أثر سلبا على يوميات سكان هذه الأحياء، وما زاد من تفاقم حجم المعاناة أكثر هو الارتفاع القياسي في درجة الحرارة خلال هذه الأيام، حين تجاوزت حدود 40 درجة والتي تتزامن وشهر الصيام وهو ما يجبر المواطن على تحمل عناء التنقل والتسول من مكان لآخر بحثا عن منابع مائية لجلب هذه المادة الحيوية التي يعد الاستغناء عنها في مثل هذا الوقت الراهن ضربا من الخيال. عبّر العديد من المواطنين القاطنين بهذه الأحياء عن استيائهم وسخطهم من التذبذب الحاصل في توزيع المياه، والذي يعود إلى سنوات طويلة عانوا خلالها الويلات مع ندرة المياه، حيث أن الماء الشروب لا يصل إلى سكناتهم بالكمية الكافية التي تلبي احتياجاتهم اليومية من الشرب، الغسيل والطهي، إذ ينقطع التموين بالمياه وتجف الحنفيات بعد ساعة أو ساعتين من الزمن فقط مثلما يحدث في حي الفلاح، كما يتم تزويد سكان حي بوعكاز بالماء ثلاث مرات في الأسبوع، عكس باقي الأحياء الأخرى التي يتم تزويدها بالمياه وبكميات وفيرة دون انقطاع إلا في حالات نادرة. وتساءل أحد المواطنين عن سبب هذا التوزيع غير العادل للمياه عبر جميع الأحياء، بحكم استفادة بعض الأحياء في الجهة الوسطى والغربية من المدينة من هذه المادة الحيوية وبكمية وفيرة تلبي احتياجات السكان، في حين ينقطع التموين عن باقي الأحياء الأخرى بشكل مفاجئ مع تسجيل انقطاعات متكررة في التزود بالماء الشروب قد تصل إلى أكثر من أسبوع بسبب اهتراء شبكة التوزيع، وتعرض مضخات المياه المتواجدة على مستوى خزانات المياه إلى أعطاب في كل مرة، وهو ما يدفع بالمصالح المعنية إلى اتخاذ قرار استعجالي بقطع التموين بالمياه عن السكان إلى حين إصلاح العطب. ويشكل تذبذب وانقطاع المياه عبر الأحياء المذكورة آنفاهاجسا ينغص يوميات المواطنين بالمعذر، وهو الواقع المر الذي يفرض على المواطن البسيط قضاء ساعات طويلة من يومه ضمن طوابير الانتظار للحصول على قطرة ماء، حيث تسجل الآبار الارتوازية المتواجدة على مستوى مساجد حي الفلاح، بوعكاز، وكذا مسجد النور، إقبالا كثيفا ومتزايدا من المواطنين والأطفال لملء الدلاء بمختلف الأحجام وكل ما يمكن ملؤه، في الوقت الذي يستنجد فيه بعض المواطنين بصهاريج المياه التي بلغ سعرها حاليا 1000 دج للصهريج الواحد، والذي لا يكف لسد احتياجات العائلة الواحدة لأقل من أسبوع. ورغم الشكاوى ونداءات المواطنين الموجهة في كل مرة إلى القائمين على تسيير شؤون البلدية وكذا إلى المصالح المعنية على مستوى وحدة الجزائرية للمياه، قصد الرفع من نسبة الضخ وتزويد السكان بكميات أوفر من المياه الصالحة للشرب والتي تلبي احتياجاتهم، إلا أن الوضع بقي على حاله وتجرع بذلك المواطن مرارة مسيرة البحث عن الماء بشتى الطرق والوسائل.