أنهى مجمع سوناطراك أمس، مسلسل “بيع” عميد الأندية الجزائرية “مولودية الجزائر” إلى جهات قطرية، وأتى إمضاء عبد القادر بوهراوة رئيس مجلس إدارة المولودية لوثيقة التزام مع المجمع البترولي، ليضع حدا لخطط دوائر مشبهة سعت للتلاعب بمستقبل هذا النادي الرمز، ما يعني أنّ سوناطراك أعادت تأميم العميد بعدما كان الأخير مهددا بالتحول إلى كرة تتقاذفها أرجل كل من هبّ ودبّ . وعلمت “السلام” أنّ وثيقة البروتوكول الأولية التي وقعها بوهراوة مع إدارة سوناطراك، تمّ بموجبها شراء أسهم المولودية مائة بالمائة، وبهذا ستكون ملكية العميد عادت لسوناطراك، لكن الإشكال الوحيد يبقى رفض منسق الفرع عمر غريب في التخلي عن الفريق مطالبا بمبلغ مالي يفوق 7 ملايير للتخلي عن منصبه. وتفاعلت قضية بيع مولودية الجزائر لأحد المستثمرين القطريين خلال الصائفة المنقضية، حيث تدخلت أطراف مسؤولة لإنقاذ هذا النادي العريق المتأسس قبل 91 عاما، وكان القول الفصل لعبد الحميد زرقين الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك الذي التزم قبل شهر باستعادة المولودية، مشيرا إلى أنّ سوناطراك مؤسسة تابعة للدولة ولن تتأخر في إعادة تأميم النادي الأخضر والأحمر، وبعث مخطط استعادة مولودية الجزائر بعدما جرى التنازل عنها سنة 2008. وهلّل أكثر من طرف فاعل في بيت المولودية لقيام سوناطراك باستعادة المولودية سيما بعدما زادت مخاوف أنصار المولودية من ضياع الإرث التاريخي الضخم لناديهم، فبيع المولودية حسبهم هو تهديد لهوية النادي وعراقته، ويرى قطاع واسع من اللاعبين والرموز المخضرمين، في قدوم القطريين إلى النادي الجزائري الأقدم، محاولة من قطر لتسويق نفسها واستغلال الشعبية الكبيرة للنادي الجزائري العريق، فالمولودية بما تكتنزه من رصيد جماهيري ضخم، هي أقصر طريق للوصول إلى قلوب الجزائريين المتوجسين من السياسة الخارجية القطرية. ويحتج عمر بتروني النجم الكبير للمولودية في سبعينيات القرن الماضي، على طرح فكرة بيع النادي الجزائري العريق لغير الجزائريين، مؤكدا أن محبي النادي لن يسمحوا ببيعه للغرباء، وأن النادي سيبقى جزائريا خالصا أحب من أحب وكره من كره. وانتقد بطروني بشدة المسيرين الذين يسوقون لفكرة شراء قطر لجزء من أصول المولودية ونعتهم ب«غير الأوفياء”، معتبرا أن أزمة المولودية مصطنعة وأن مشاكلها هي في بقاء أمثال هؤلاء المسيرين الذين لا يراعون قدر النادي ونزلوا به إلى الحضيض، بعد أن كان الجميع يتغنى بالمولودية وأمجادها. واستغرب بطروني لجوء البعض إلى أجانب في وقت تزخر فيه الجزائر بمستثمرين قادرين على إنقاذ النادي والإبقاء على جزائريته، متسائلا كيف أن مبلغ 30 مليارا التي تمثل أصول النادي، عجز عن تأمينها الجزائريون حتى يستنجدوا بالقطريين أو غيرهم من الأجانب. وحذر بطروني من أن القطريين لهم أجندات خاصة من وراء استثمارهم في أكبر ناد جزائري، وأنهم لا يسعون لمصلحة النادي بقدر ما يريدون استغلال شعبيته الكبيرة لدى الجزائريين لتحقيق أغراض غير كروية، والنادي حسب بطروني لن يكون ظهرا يركب من أحد ولن نسمح له أن يكون مطية لتحقيق أغراض غير كروية. ولا تزال القبضة الحديدية مشتدة داخل بيت العميد، حيث يعيش النادي الأعرق وضعا غريبا، إذ لا تزال رئاسته مشطورة بين رئيسين هما عمر غريب وعمار براهمية الذي يملك جميع الوثائق التي تثبت شرعية توليه منصب رئاسة النادي الهاوي لمولودية العاصمة، وأكد براهمية أنه يطالب من الدولة تطبيق القانون مع الأشخاص الذين عجز بسببهم إلى حد الساعة من مباشرة مهامه. وذلك بالرغم من حصوله على وصل الاعتماد، واعتراف السلطات العليا في البلد به منذ مدة حيث قال في هذا الشأن: “لدي جميع الوثائق التي تثبت بأننا الإدارة الشرعية ونسعى لاسترجاع الفروع الأخرى، حيث سيكون هدفنا هو مشاهدة رياضيي المولودية في الألعاب الأولمبية 2016، ومديرية الشبيبة والرياضة هي التي منحتنا الترخيص لإجراء الجمعية العامة الانتخابية قبل 31 أوت وراسلتنا أيضا تعلمنا أن استلام المهام مع غريب يجب أن يتم مع الدخول إلى الفيلا الذي يعتبر مقر الفريق”، وأضاف براهمية عن قضية منعهم من دخول فيلا الشراقة يقول: “لقد هددونا عندما كنا أمام المقرر نهم بالدخول لمباشرة مهامنا وذلك أسبوعا بعد قيامي باستلام المهام وبالتالي فهناك أشخاص لا يحترمون المساواة وهنا اقتنعت بأن المهمة لن تكون سهلة لكن الدولة عليها تطبيق القوانين”، وفيما يخص تصريحات غريب منسق الفرع الذي أكد أن براهمية لا يملك الاعتماد الذي يخول له مباشرة مهامه فقال: “كيف لا أكون أنا الرئيس الشرعي والدراق قام بمنحي الاعتماد بعد قيامه بجميع التحقيقات اللازمة، لقد راسلتنا الولاية لتؤكد أن الفيلا ملكية خاصة للنادي الهاوي الذي أنا رئيسه، لكن لسوء الحظ منعنا من إجراء أول اجتماع لنا هناك من طرف أشباه مسيرين”. وأكد عمر غريب منسق فرع كرة القدم بنادي مولودية الجزائر أن محمد الكبير عدّو والي ولاية الجزائر يقوم بتدعيم ملف غريمه براهمية بطرق غير قانونية، ويأتي كلام غريب هذا بعدما رفضت مديرية التنظيم على مستوى الولاية اعتماده رئيسا للنادي الهوي خلفا لزدك. وقال غريب في هذا الشأن: “الوالي منحاز بطرق غير قانونية ويدعم براهمية بشتى الطرق، الجمعية العامة المنعقدة كانت قانونية ونملك الأدلة، وتم انتخابي بطريقة قانونية لكن لا ندري لماذا يصر الوالي على العكس؟”.