احتضن المتحف الوطني للفنون والتقاليد الشعبية معرضا للجلود تحت عنوان "فن وأصالة و معاصرة "بمشاركة مجموعة من الفنانين والحرفيين العاملين على مادة الجلد. عرض الفنانون والحرفيون المشاركون في هذا المعرض الذي بادر بتنظيمه قسم الجلود على مستوى المتحف حسب محافظته عائشة لعمامرة، مجموعة ثرية من المنتجات الجلدية تتراوح بين التحف الفنية والسروج والحقائب والأحذية التقليدية، وتجمع المعروضات بين دقة متميزة في الإنجاز وإبداعات فنية من ناحية الأشكال والرسومات وانتقاء الألوان التي تنم عن موهبة وحب لهذه الصنعة العريقة. وجاءت فكرة هذا المعرض كما أكدته لعمامرة محافظة المتحف من المنتجات الجلدية القديمة، وذلك بهدف التعريف بالمنتجات الجلدية الحديثة في الجزائر التي عرفت كما قالت تطورا يتماشى والعصر مع الحفاظ على أصالة المنتوج الوطني المتميز. وأضافت المتحدثة أن المجموعة المعروضة التي تمثل مختلف مناطق الوطن المشتهرة بالمنتجات الجلدية تتميز بلمسة فنية وجمالية خاصة على مستوى الرسومات والأشكال والألوان الزاهية. ويتجلى هذا التأثر بالفن التشكيلي من خلال مجموعة الأعمال التي عرضها مهدي مطار، الذي تحول من مختص في علم الاجتماع والتهيئة الإقليمية إلى فنان طوع مادة الجلد وحولها إلى تحف فنية جذابة، كانت بداية مشواره عندما عشق مدينة أدرار التي درس فيها ومكث بها إلى غاية الإنتهاء من مهمته، للتحول بعدها إلى حرفة الجلد التي تجمع بين العمل اليدوي والفني. وتنوعت أعماله المميزة بين الحلي والتحف مثل المصابيح و"الاباجورات" التي أنجزت قاعدتها من الجلد المتين المنقوش بزخارف بربرية ورموز محلية مثل "الخمسة" ورقم 7، إلى جانب لوحات فنية تحمل رسومات متنوعة بعضها منقوش على الجلد والآخر بالريشة. وشمل المعرض أيضا أعمال حرفية أخرى عرضت خلالها السروج التي تتميز بها بعض المناطق مثل تيارت وبلعباس الشهيرة بتربية الخيول والتي عرفت تطورا في الأشكال والرسومات، كما عرفت حقائب اليد الجلدية وحقائب السفر وأيضا الأحذية التقليدية تطورا ملحوظا، سواء على مستوى الأشكال أو الألوان والرسومات. ورغم إجماع المشاركين في المعرض على أهمية مثل هذه الفضاءات في التعريف بهذه الحرف، إلا أنهم تأسفوا لوضعيتها حيث أصبح "بعضها كما قالوا مهددا بالزوال" بسبب نقص المواد الأولية وغلاء ثمنها من جهة، وعدم وجود الإهتمام بهذه الحرف حاليا ونقص التكوين من جهة أخرى.