خلال الطبعة العاشرة للأيام الطبية بالوادي أكد أطباء أخصائيون مشاركون في الأيام الطبية الجراحية في طبعتها العاشرة التي تم تنظيمها بولاية الوادي أن أكثر من 40 بالمائة من المصابين بمرض العقم في الجزائر هم من فئة الرجال. وأبرز متدخلون في هذه التظاهرة الطبية الجراحية المتخصصة أهمية خضوع الرجل إلى كل مراحل الفحوصات الطبية المتعلقة بتشخيص الأسباب التقنية للعقم لاحتواء هذا المرض، وذلك لا يتأتى إلا من خلال القضاء نهائيا على المغالطة السائدة أن المرأة لوحدها تتحمل مسؤولية العقم (عدم الإنجاب عند الزوجين)، كما أوضح الطبيب إبراهيم ميدة، ممثل جمعية الممارسين الطبيين الخواص. ومن جهته تطرق الدكتور رشيد ربيحة طبيب أخصائي في أمراض وجراحة المسالك البولية في مداخلته بعنوان “الإجراءات المتخذة لتشخيص وعلاج العقم عند الرجال” إلى جملة من الأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة والتي ينتشر أغلبها بالوسط الذكوري. وتطرق المشاركون في هذا الحدث الطبي أيضا إلى عدة أمراض أخرى من بينها مرض السل لدى الأطفال في إطار المعالجة الطبية لأمراض ذات صلة بأمراض الحساسية والصدرية لدى الأطفال، وذلك ضمن مخطط التحسيس المسطر والهادف إلى التحذير بخطورة انتشار الجرثومة المسببة لمرض السل سيما لدى فئة الأطفال وكذا توضيح الآليات الطبية المدروسة للتشخيص. وحضر أشغال هذا اللقاء الطبي نحو 390 مشارك (ما بين أخصائي وطبيب عام) بالإضافة إلى 20 أستاذ محاضر يشتغلون بمختلف أقسام كليات الطب والمؤسسات الاستشفائية الجامعية بولايات الوطن. وتم تناول عدة محاور أساسية كلها ذات صلة مباشرة باهتمامات الطبيب (الأخصائي والعام) وانشغالات المريض (الأمراض الصدرية والحساسية ومرض السكري وأمراض القلب والعقم عند الرجال وأمراض النساء والتوليد وأمراض الدم). وتخلل برنامج هذه الفعاليات الطبية أربع ورشات موجهة لفائدة الأطباء المشاركين، تطرقت في مجملها إلى شروط الاستخدام التقني للمعدات الطبية التي تساهم في ضمان تشخيص طبي دقيق للحالات المرضية وذلك من خلال تقديم دروس نظرية وتطبيقية في طرائق الاستخدام الطبي (الأشعة السينية للصدر وتحسين نظام الموجات فوق الصوتية وغيرها). وقد استفاد الأطباء والطاقم الشبه الطبي خلال هذه الأيام الطبية الجراحية أيضا من دورات تكوينية في طرق التشخيص الطبي الناجع والتعامل البسيكولوجي مع المريض في الحالات المرضية الحرجة التي تستدعي المرافقة النفسية والاجتماعية. وتهدف هذه الأيام الطبية الجراحية إلى تكوين وتأهيل الأطباء في مجالات اختصاصهم الطبية والجراحية من خلال التطرق إلى الأبحاث والدراسات الطبية الحديثة ومجالات استخدامها وهذا بغية تحسين أداء الطاقم الطبي سواء على مستوى التشخيص المرضي أو التدخل الجراحي وكذا تبادل الخبرات بين الأطباء المشاركين. وجرت أشغال الطبعة العاشرة من الأيام الطبية الجراحية التي تنظمها جمعية الممارسين الطبيين الخواص بمساهمة 35 مخبرا لإنتاج وتوزيع الأدوية بدار الثقافة محمد الأمين العمودي بعاصمة الولاية.