يعرف قطاع الصحة وإصلاح المستشفيات بسطيف عجزا متناميا في الهياكل والمنشآت، الأمر الذي أثر سلبا على نوعية الخدمات المقدمة للمرضى الذين كثيرا ما يضطر العديد منهم إلى التنقل لبعض المدن الكبرى للعلاج والاستشفاء على غرار قسنطينة، عنابةوالجزائر العاصمة رغم الأعباء المالية والأتعاب التي تعترض هؤلاء المرضى والمصابين في مختلف الحوادث. ويصنف قطاع الصحة على مستوى ثاني ولاية بعد الجزائر العاصمة في تعداد السكان في خانة العجز المستدام، حيث وطوال السنوات الأخيرة الخمسة لم يتم انجاز مرفق صحي ذي أهمية باستثناء عدد قليل من المراكز الصحية وقاعات العلاج والتي ينصب نشاطها على العموم في تقديم الإسعافات الأولية البسيطة. ويعد مشروع المستشفى الجديد لمدينة العلمة عينة حية على مدى التأخر الكبير في الهياكل الذي يطال هذا القطاع الحيوي، حيث أن هذا المشروع الذي رصد له مبلغ مائتي مليار سنتيم وتم اختيار أرضيته لم تنطلق به الأشغال إلى حد الآن، رغم أن تاريخ تسجيله يعود لمطلع 2009 الأمر الذي أثار أكثر من تساؤل في أوساط السكان وكذا العديد من الهيئات المحلية ومن أبرزها المجلس الشعبي الولائي المنتهية عهدته، الذي كثيرا ما طالب أعضاؤه بتقديم التوضيحات اللازمة بشأن هذا التأخر غير المبرر. نفس الملاحظة تنطبق على مشروع انجاز مركز لمكافحة السرطان الواقع بمنطقة الباز بالضاحية الغربية لعاصمة الولاية، الذي يعرف بدوره تأخرا كبيرا في الأشغال زاد عن سنتين كاملتين بالرغم من الأهمية التي يكتسيها هذا المشروع، الذي يتربع على مسافة ثماني هكتارات ويضم 160 سرير إلى جانب عدة مرافق ملحقة. وتجدر الإشارة أن ولاية سطيف تحتل حاليا المرتبة الأولى وطنيا في عدد المصابين بداء السرطان بأزيد من 1400 إصابة سنويا، الأمر الذي يستوجب الإسراع في انجاز مثل هذه المنشأة الحيوية التي تعلق عليها آمال عريضة للتقليل ولو نسبيا من حالات الوفاة في أوساط هؤلاء المرضى. وبموازاة ذلك لا زال مشروع مستشفى الأم والطفل يراوح مكانه منذ أزيد من ثلاث سنوات، تاريخ انطلاق الأشغال به مع الإشارة أن هذا المشروع الذي تقدر تكاليف انجازه بمائتي مليار سنتيم يتسع ل208 سرير ويضم عدة مرافق حيوية من شأنها تقديم الخدمات اللازمة للمترددين عليه. ويشار أن عيادة الأمومة والطفولة الواقعة بوسط المدينة أضحت غير قادرة تماما على التكفل بالمرضى نظرا لمحدودية مساحتها وافتقارها للتجهيزات الطبية الحديثة، مما انعكس سلبا على نوعية الخدمات الطبية والوقائية. وكان وزير القطاع قد أبدى جملة من الملاحظات بشأن وضعية قطاعه بسطيف، خاصة فيما يتعلق بتأخر العديد من المنشآت المبرمجة وكذا نقص التجهيزات الطبية والتأطير الطبي الأخصائي وذلك خلال الزيارة التفقدية التي قادته للمنطقة نهاية الأسبوع.