الاستعانة بإمكانات الجيش في حال الوصول إلى المستوى الثالث من إنتشار الفيروس أقر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، خلال ترؤسه أول أمس، بمقر رئاسة الجمهورية، اجتماعا تكميليا لجلسة العمل التي انعقدت برئاسته يوم 17 مارس الجاري، وضمّت الوزير الأول، وعددا من الوزراء ورؤساء المصالح الأمنية، جملة من القرارات لكبح تفشي فيروس “كورونا” في بلادنا. وبعد نقاش مطول شمل مقارنة انتشار فيروس “كورونا”، على المستوى الوطني بما هو جار في بلدان أخرى وخاصة في أوروبا، خلص الاجتماع إلى ضرورة تطبيق العزل على حالات الإصابة سواء كانت مشبوهة أو مؤكدة، وقف جميع وسائل النقل الجماعي العمومية والخاصة داخل المدن وبين الولايات وكذلك حركة القطارات، فضلا عن تسريح 50 بالمائة من الموظفين والاحتفاظ فقط بمستخدمي المصالح الحيوية الضرورية مع الاحتفاظ برواتبهم، تسريح النساء العاملات اللواتي لهن أطفال صغار،غلق المقاهي والمطاعم في المدن الكبرى بصفة مؤقتة، إبتداء من يوم غد على الساعة الواحدة صباحا إلى غاية 4 أفريل القادم، مع إمكانية رفع هذا الإجراء أو تمديده إذا اقتضت الضرورة ذلك، كما توج الإجتماع السالف الذكر بقرار ضبط السوق لمحاربة الندرة بتوفير جميع المواد الغذائية الضرورية، إلى جانب تكليف وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، بالتنسيق مع وزارتي التجارة والفلاحة والتنمية الريفية، بتعقب المضاربين واتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهم بما فيها تشميع مستودعاتهم ومتاجرهم، والتشهير بهم في وسائل الإعلام وتقديمهم للعدالة، تدعيم لجنة اليقظة والمتابعة الحالية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بلجنة علمية لمتابعة وباء “كورونا” تشكل من كبار الأطباء الأخصائيين عبر التراب الوطني تحت إشراف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، وتكون مهمتها متابعة تطور انتشار الوباء وإبلاغ الرأي العام بذلك يوميا وبانتظام، وقد عين الطبيب الأخصائي في الأوبئة الأستاذ جمال فورار، المدير العام للوقاية بالوزارة ناطقا رسميا باسم هذه اللجنة العلمية الجديدة، هذا مع تكليف وزارة المالية، بتسهيل إجراءات جمركة المواد الغذائية المستوردة، مع تسريع الإجراءات المصرفية المرتبطة بها تماشيا مع الحالة الاستثنائية التي تعيشها البلاد. في السياق ذاته، جدد رئيس الجمهورية، التأكيد على روح المسؤولية التي يجب أن يتحلى بها الجميع ولا سيما في وسائل الإعلام، مبرزا أن الوضع متحكم فيه وأن قدرات البلاد حتى إذا تجاوزت حالات الإصابة لا قدر الله المستوى الثالث، فيمكن الاستعانة بإمكانات الجيش الوطني الشعبي القادر على المساعدة بمستشفيات ميدانية وطاقات بشرية من أطباء واختصاصيين وسلك شبه الطبي وسيارات الإسعاف، مشيرا إلى أن الصورة ستتضح في الأيام ال 10 الأولى من الشهر القادم بعد ما تنتهي فترة الحجر الصحي التي سيخضع لها آخر العائدين إلى الوطن من المسافرين الجزائريين الذين مازالوا عالقين في بعض المطارات الأجنبية ويجري ترحيلهم تباعا. هذا ودعا الرئيس تبون، المواطنات والمواطنين إلى الحد من التنقل حتى داخل أحيائهم لتجنب انتشار الوباء، وأمر مصالح الأمن بالتشدد مع أي تجمع أو مسيرة تهدد سلامة المواطن، هذا بعد أن عبر عن ارتياحه أمام ازدياد وعي المواطنين والمواطنات بخطورة هذا الوباء والتواصي بالحذر واليقظة. في السياق ذاته، دعا رئيس الدولة، مرة أخرى إلى عدم الفزع والخوف لأن الوضع متحكم فيه ماديا وبشريا بفضل تجند كافة قطاعات الدولة، وحالة الاستنفار القصوى في المؤسسات الاستشفائية، ومراكز الحدود الجوية والبرية والبحرية. واستهجن رئيس الجمهورية، بالمناسبة الأصوات التي تمتهن “بإصرار غريب” فن ترويج الشائعات المغرضة والأخبار الكاذبة “المدفوعة بحسابات دنيئة حاقدة”، وحذر من مغبة التمادي في الانحراف بحرية التعبير خارج إطارها القانوني، وفي هذا الشأن أمر الدوائر الوزارية المعنية بالتصدي يوميا لحملات التشويه وقلب الحقائق بنشر المعطيات العلمية كاملة عن تطور انتشار الوباء، وإشراك الأخصائيين والخبراء في حملة التوعية، لتطمين المواطن، وحثه على احترام إجراءات الوقاية.