عادت المهزلة التي شهدها ملعب 5 جويلية الأولمبي، في المواجهة الودية التي جمعت المنتخب الجزائري لكرة القدم بنظيره البوسني في 14 نوفمبر الماضي، بالفائدة على ملعب مصطفى تشاكر في البليدة، الذي يستعد لاستقبال المواجهات القادمة للمنتخب الوطني، على الأقل إلى غاية إعادة تجديد أرضية الملعب الأولمبي بالعاصمة. وحسب مدير المركب الرياضي مصطفى تشاكر السيد بن حجة جمال، فإن "الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لا تملك خيارا آخرا سوى العودة إلى ملعب البليدة الوحيد في وسط البلاد الذي يتوفر على أرضية معشوشبة طبيعيا، ومناسبة لاحتضان المباريات الدولية". وإلى جانب احتضان ملعب تشاكر لمباريات الخضر فإنه -حسب المدير بن حجة-، يحتمل أن يكون محطة لإقامة المواجهات المحلية العاصمية لحساب بطولة الرابطة المحترفة لنفس الأسباب، وهو ما يجعل القائمين عليه في رحلة تحضير متواصلة من اجل الاستعداد الجيد لإقامة هذه المباريات فوق أرضية تعد مكسبا حقيقيا للرياضة الجزائرية كونها "تجربة جزائرية محضة". هذا وقد بدأت هذه التجربة الناجحة سنة 2010 بإعادة ترميم الأرضية من قبل شركة محلية أصحابها شباب طموح من بلدية الشبلي، تمكنوا من رفع التحدي وتقديم أرضية في المستوى لتستفيد منها كرة القدم الجزائرية، كان ذلك من خلال تطبيق قواعد جديدة لم يسبق تجربتها عبر الملاعب الجزائرية، وقد أثبتت هذه التجربة نجاحها بعد مدة عامين، لم يظهر فيها أي إشكال ما عدا تعرضها لبعض التلف خلال شهر أوت الماضي، بسبب درجة الحرارة العالية وهو ما اقتضى تدخل نفس الشركة في إطار العقد الذي يربطها مع الملعب لإعادة تهيئة الأرضية، حيث تم ذلك خلال مدة 20 يوما استعادت فيها أرضية تشاكر بريقها الذي حول الملعب بعد مرور قرابة 11 سنة من تدشينه من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، إلى الوجهة المفضلة لاحتضان مباريات الفريق الوطني، منذ عام 2009 تاريخ انطلاق التصفيات المزدوجة والمؤهلة لكأس إفريقيا والعالم لسنة 2010. تشاكر سيكون في الموعد بحلة جديدة وحسب المسؤول الأول عن المركب الاولمبي مصطفى تشاكر، فإنه وتحسبا لاستضافة الملعب الرئيسي لمباريات المنتخب الأول لكرة القدم لحساب التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014، سطرت مديرية الشباب والرياضة بالولاية، بالتنسيق مع إدارة المركب جملة من المشاريع لاستقبال منافسي "الخضر" في ظروف مواتية "تليق بسمعة الجزائر". وينتظر أن يظهر الملعب بحلة جديدة من خلال هذه المشاريع المتمثلة في إقامة شاشة عملاقة ولوح الكتروني مع تهيئة الإنارة، إلى جانب تنصيب كاميرات مراقبة داخل الملعب وفي محيطه لضمان متابعة أحسن لعملية تنظيم المباريات، على أن يتم الانتهاء من العملية في غضون شهر جانفي المقبل، وفقا لما نص عليه دفتر الشروط الخاص بالمشروع، حسب نفس المصدر. كما أن الجمهور الذي سيرتاد الملعب سيكون بإمكانه الدخول عبر الأبواب الجديدة التي تجري بها الأشغال، والتي سيصل عددها إلى 50 بدلا عن 24 التي كانت موجودة وغير كافية وذلك لضمان أمن المناصرين في حال وقوع أي حادث. رفع قدرة استيعابه من 35.000 إلى 55.000 مقعد شهر نوفمبر 2013 وحسب المصدر فبعد أن كان مقررا الانطلاق في أشغال توسعة لهذا المرفق الرياضي بداية السنة المقبلة، للرفع من قدرة استيعابه لكي تصل إلى 55.000 بدلا عن 35.000 الحالية، والتي لا تستجيب إلى تطلعات جمهور ومحبي الفريق الوطني الذي يجند عشرات الآلاف من المناصرين في كل مرة، سيتم تأجيل انطلاق الأشغال إلى شهر نوفمبر من السنة المقبلة، أي بعد انتهاء الدور التصفوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2014، على أن تنتهي الأشغال في ظرف 24 شهرا من بدايتها. وباستقبال الملعب للمباريات المشار إليها يتوقع أن تكون أمامه آفاق واعدة في مجال الاستثمار في تهيئة مرافقه، من خلال تحقيق عائدات مالية هامة، علما أن إيرادات مباراة واحدة للفريق الوطني تتراوح عادة بين 3 إلى 5 مليون دج، تقتسم مناصفة بين إدارة الملعب والاتحادية الجزائرية لكرة القدم، فيما تقدر عائدات إيرادات مباراة واحدة من بطولة الرابطة الأولى بين 0.7 و 0.9 مليون دج.