يشهد المسرح الجهوي لولاية تيزي وزو »كاتب ياسين«، انتعاشا ملحوظا نظرا للنشاطات التي يحتضنها ركحه مؤخرا في إطار البرنامج الذي سطرته إدارته لشهر جانفي الجاري، بما فيه من عروض مسرحية جهوية، وأسابيع ثقافية، وتحضيرات لإحياء رأس السنة الأمازيغية »يناير«. عرضت التعاونية المسرحية «كانفا» التابعة لولاية برج بوعريريج، مساء لاول أمس الأحد، مسرحيتها الجديدة الحاملة عنوان «لحظة من رحيل»على ركح «كاتب ياسين»، وقد حمل العمل الذي ألف نصه وأخرجه سفيان عطية، فيما تولى شريف عواكلة، مهمة تأليف موسيقى العرض، في طياته تأكيدات على أنه من واجب أي شعب كان، أن يستمد حاضره ومستقبله من ماضيه، وقد قال طاقم العمل أن:«شعبنا يزخر بماض عظيم، لو عرفنا كيف نستغله وكيف نرسخه في عقول الأجيال المتعاقبة، نكون قد وضعنا أول لبنة لبناء صرح حضارة زاهرة، وأسس دولة قوية لا تزول بزوال الرجال، وطن شاسع واسع في القلوب، وأمة عملاقة لا تضاهيها أخرى في عظمتها». وتحكي مسرحية «لحظة رحيل» لجمعية «كانفا» من برج بوعريريج، قصة الشاب «عمر» اليافع ابن الشهيدين، الذي يسيطر عليه اليأس ويتملكه القنوط، فيقرر الرحيل والعيش خارج الوطن، ليصطدم بعدم موافقة جده المجاهد على ذلك. يخلق الأمر مناقشات حادة تحصل بينهما، تترجم الصدامات والاختلافات بين جيلين مختلفين، لكل منهما وجهة نظره...ليبقى الوطن ذلك العزيز الذي ليس بإمكان أي أرض أخرى، الحلول مكانه أو مضاهاة الحنين إليه، وبالتالي تبرز مسؤولية تغليب مصلحته العامة على كل المصالح الأخرى، والاعتبارات. ومن جانبها قدمت تعاونية عامر للثقافة والسياحة التي تزور مدينة تيزي وزو من ولاية سطيف، مساء أمس الاثنين مسرحية «عودة الحجاج بن يوسف»، التي كتب نصها، الطاهر شنان وقام بإخراجها نبيل بن سكة. وحول أحداثها يقول المؤلف الطاهر شنان:«الحجاج بن يوسف الثقفي شخصية مؤثرة ومثيرة جدا وهو من رموز الحكم العربي، غير أنه يعود إلى العرب من جديد وأي عرب وأي جديد، فالمسرحية إسقاط جريء لواقع عربي، فما الذي يحدث للحجاج يا ترى»؟. أما المخرج بن سكة فقال أن هذا العمل:«تطلب جهدا من الممثل، وسيقدم متعة حقيقية للجمهور، المسرح ليس نظريات تطبق، بل عرض يقدم، وليس درسا بل غربلة، ولتقديم المسرح والعمل على مستواه، يجب التمتع بروح الحماس». للإشارة، يشهد مسرح «كاتب ياسين» الجهوي مساء اليوم الثلاثاء، عرض «شمس النهار» الذي تبدعه الجمعية الثقافية «الموجة صلامندر» لمدينة مستغانم، والحامل للبعد التربوي الهادف، يخرجه محمد المداح، وتدور أحداثه بين فضائي القرية والقصر حيث تخرج شهرزاد بطلة العرض في نزهة ليلية لتقصي حقائق وأحوال الناس بعدما كرهت من الفضاء الثري والملك المطلق، لتلتقي في طريقها تلتقي واحدا من شيوخ القرية، فقراء الحال، ضعفاء الدخل والصحبة، فيستقبلها ويطلب منها البقاء في ضيافته حتى تتحسن أحوالها دون أن يعرف هويتها...