عبد القادر علولة كتب لتجربة عبد القادر علولة الفتية أن تتوقف رمزيا بعدما كانت في طور الإنجاز، إلا أنه تمكن من تطبيق فكر تمخض من قلب الواقع المعاش وبرع في تجسيده ركحيا، ليفتح المجال للجيل الذي يليه بواسطة ما خلفته أمجاد علولة وفق قراءات ورؤى جديدة لن تتحقق إلا بالتمعن في أفكاره لفهمها بالشكل الصحيح. شدد لخضر منصوري الباحث في مجال المسرح خلال ندوة صحفية نشطها أول أمس عبر فضاء "صدى الأقلام"، على ضرورة فهم مسرح علولة ودراسته بعناية لتتم عملية إعادة إحيائه ومواصلة المشروع العلولي الفتي الذي لم يكتب لشهيد الفن مواصلته مؤكدا أن "عدم فهم علولة يسيء أكثر له". وأشار المتحدث إلى الأعمال التي حاولت إعادة تجسيد مسرحياته والتي أخفق أصحابها في إيصال فكر علولة بسبب عدم فهم ما كان يرمي إليه الفنان الذكي-حسب قوله- حيث تمكن هذا الظاهرة من ترجمة فكر المجتمع الجزائري عبر مصطلحات مسرحية كانت المرآة العاكسة لما يعيشه ويفكر فيه جيل تلك الفترة، حيث لازالت تلك النصوص المسرحية تحاكي ما يعرض اليوم، وتداعب ذاكرة الجمهور وكأنها ألفت حديثا. وأفاد منصور بأن علولة تميز بحدة الذكاء التي تظهر جليا في أعمالة وطريقة تفاعله مع مختلف المواضيع، وقال أن علولة ركز على فكرة "لمن نكتب؟" لذلك قرّب شخصية "القوال" في أعماله المسرحية التي عرفت ترحابا ومكانة كبيرة في تلك الفترة باعتبار "القوال" حامل التراث الشفهي الذي كان يجمع بين تأليف الأغاني وأدائها ليصنع الفرجة. وأضاف المتحدث بالقول أن:"علولة لمس شيئا بالغ الأهمية، لدى اهتمامه بالقوال، وكان سر نجاح أعماله التي أبدع فيها عوامل عديدة على مستوى العرض والإخراج...فقد صنع علولة نفسه واسمه الخالد اليوم بالجهد الفكري والعمل". وكرس علولة ثقافته الواسعة النابعة من مطالعاته لأهم المؤلفات التي شكلت منعرجا عالميا في الحياة لإثراء التراث حيث حاول أن يكتب لثقافتنا إما لإديولوجية ومرجعية وطنية أو عالمية، وقال عن نفسه:"نود الاستفادة من تجربة بريشد في تطويع التراث"، حيث أكد منصوري أن علولة صنع مجده عن معرفة تمخضت عن قراءته الواسعة، حيث جمع بين الكتابة، التمثيل، والإخراج "لذلك كان يحمل الثلاث في إبداعاته التي تتمحور حور مخاطبة فكر واع عمد من اغتالوه إلى إسكاته إلا أنه بقي حيا تصرخ به أعماله الخالدة". وعن نص "الأجواد"، أكد منصوري أنه يعتبر محطة هامة في الكتابة والإخراج حيث حاكى فيه علولة الكثير من الأشياء عبر لوحات فنية "الجميل فيها أنها قريبة من الجمهور وكأن النص الذي كتب في الثمانينات يستنطق واقع جمهور ال2013" وقال أن النص يتميز بديمومة الزمن الذي يخاطبه حيث جسد فيه علولة شخصيات بسيطة استوحاها من علاقته بالمجتمع، كما أن للنص دلالة سيميائية مرتبطة بالمستقبل، وظف عبارات توصل المتلقي إلى مرحلة الاهتزاز الذاتي، وبرع في إيصال ترجمة أفكار مجتمع عجز عن التعبير عنها ما يبرهن على تمكن علولة من اللغة وتمتعه بالشاعرية". ومن جهة أخرى لفت المتحدث إلى أن عملية تحويل الخطاب المسرحي العامي إلى نصوص مطبوعة يحتاج إلى كثير من الجهد والدقة حتى لا يخرج النص عن معناه، مشيرا إلى إعادة النظر في النصوص التي كتبت لأعمال علولة للحفاظ على الصبغة العلولية.