تتواصل معارك طاحنة بين القوات الفرنسية والإفريقية بجبال أفوغاس شمال مالي والقربية من الحدود الجزائرية، مع الجماعات المسلحة المتحصنة هناك وسط حديث عن خسائر بشرية كبيرة في الجانبين، حيث قررت باريس اقتحام تلك المنطقة التي تعتقد أن الرهائن محتجزون هناك لكنها تلقى مقاومة شرسة . أعلن أمس وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان أن معارك عنيفة بين القوات الفرنسية ومجموعات مسلحة لا تزال متواصلة في ركن الارهابيين في شمال مالي وتوقع الكثير من القتلى بين الجهاديين، وقال متحدثا لإذاعة «ار تي ال» الفرنسية «أن المعارك عنيفة ومتواصلة في الوقت الذي نتكلم فيه» في جبال ايفوقاس شمال مالي»، مضيفا أن عدد الجهاديين الذين قتلوا كبير، وأوضح أن هناك قتلى «كل يوم» لكن القوات الفرنسية تأخذ «عددا قليلا جدا من الأسرى»، وصرح لودريان ردا على أسئلة بشأن العملية الجارية في مرتفعات أقصى شمال مالي قرب الحدود مع الجزائر «نحن بصدد التعاطي مع النواة الصلبة»، وتابع «إنها المنطقة التي نعتقد أن المجموعات الارهابية الأكثر تطرفا لجأت إليها. لم نكن واثقين من ذلك، الآن نحن متأكدون دخلنا معقلهم»، وصرح «هنا الأمر أكثر تعقيدا، يجب النزول إلى الميدان وإجراء تمشيط دقيق مترا بعد متر على مساحة شاسعة جدا لكن هنا يكمن ركن الارهابيين». وأن التدخل الفرنسي سيستمر حتى التحرير الكامل لمجمل هذا القطاع». وأشار الوزير إلى أن وجود ثمانية رهائن فرنسيين خطفوا في الساحل في هذه المنطقة هي «فرضية» يتم العمل على أساسها، وكانت صحف دولية نقلت عن خبراء عسكريين، إنه مثلما اعتصم مسلحو القاعدة من قبل بجبال تورا بورا في أفغانستان، فإن المسلحين بمالي يلجأون الآن إلى المنطقة الواسعة الوعرة شمال البلاد وهي جبال أفوغاس، والتي من الصعب الوصول إليها أو اختراقها من قبل القوات المنتششرة بالمنطقة، وأكدوا أن طرد القوات الفرنسية للمليشيات المسلحة من تمبكتوومدن الشمال الأخرى في فترة قصيرة الشهر الماضي كان هو الجزء الأسهل في استعادة مالي من المسلحين الإسلاميين، «والآن يتركز الانتباه على أكثر سلسلة جبلية قسوة في أفريقيا، جبال أدرار أفوغاس المجهولة لدى معظم الناس»، ونقلت عن المتحدث باسم مقاتلين من حركة تحرير أزواد «هذه الجبال صعبة للغاية بالنسبة لقوات أجنبية»، وأوضح إن هذه المنطقة الممتلئة بالكهوف والجبال الوعرة التي عُرفت على أنها طريق لبدو التوارق منذ زمن طويل، ستكون مسرحا للمرحلة التالية والأصعب من الحرب بمالي. وأشارت إلى أنه من الممكن أن تكون القوات الفرنسية الخاصة قد بدأت عمليات لها في أفوغاس، مثل الاستطلاع والإعداد لعمليات إنقاذ للرهائن الفرنسيين الذين يُعتقد أنهم محتجزون في المنطقة.