هناك حقوق واجبة تعاقب الزوجة عقاباً شديدا على عدم أدائها يوم القيامة، وحقوق مستحبة تنال بها درجات سامية في الجنة بعد أداء الواجبات، وقد رُويت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة حول تلك الحقوق إليكم أهمها: روى أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يارسول الله ما حق الزوج على المرأة؟ فقال لها: تطيعه ولا تعصيه ولا تتصدق من بيتها بشيء إلا بإذنه، ولا تصوم تطوعاً إلا بإذنه، ولا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب (الرحل)، ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه، فإن خرجت بغير إذنه لعنتها ملائكة السماء وملائكة الأرض حتى ترجع إلى بيتها، فقالت: يا رسول الله من أعظم الناس حقاً على الرجل؟ قال: والداه، قالت: فمن أعظم الناس حقاً على المرأة؟ قال: زوجها. أيٌما امرأة آذت زوجها بلسانها لم يُقبل منها صرف ولا عدل ولا حسنة من عملها حتى ترضيه، وإن صامت نهارها وقامت ليلها وأعتقت الرقاب وحملت على جياد الخيل في سبيل الله، فكانت أول من يرد النار، وكذلك الرجل إذا كان لها ظالماً. لو كنتُ آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأه أن تسجد لزوجها. إذا صلت المرأة ولم تدع لزوجها بعد صلاتها، رُدت عليها صلاتها حتى تدعو لزوجها. تنبيه: ليس المقصود بطلان صلاتها بل حرمانها من ثوابها. إذا صلت المرأه خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت جنة ربها. تنبيه: دخلت جنة ربها بعد أداء الواجبات الأخرى، وأطاعت زوجها فيما يرضى ربها لا فيما يسخطه. اطٌلعت في النار فإذا أكثر أهلها النساء، فسئل: لم يا رسول الله؟ قال: يكثرن اللعن ويكفرن العشير. يعني معاشرة الزوج. روى أن نسوة أقبلن إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسألنه عن عدم مشاركتهن للرجال في فضل الجهاد، فقال : (جهاد المرأة حسن التبعل) قصد بذلك حسن معاملتهن مع بعولتهن «يعني أزواجهن» . روى أن رجلاً من الأنصار على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من بلده في بعض حوائجه، وعهد إلى امرأته عهد ألا تخرج من بيتها حتى يرجع، ومرض والد الزوجة بعد ذلك فبعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن زوجي منعني أن أخرج من داري، وإن أبي قد مرض، أفتأمرني أن أعوده؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا، إجلسي في دارك وأطيعي زوجك. ثم مات أبوها فبعثت إليه فقالت: يا رسول الله إن أبي قد مات أفتأمرني أن أحضره؟ فقال صلى الله عليه وسلم: لا، اجلسي في دارك وأطيعي زوجك. فدفن أبوها فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تبارك وتعالى قد غفر لِك ولأبيكِ بطِاعتك لزوجك). تنبيه: يجوز للزوجة أن تخرج من دارها بدون إذن زوجها لأداء فريضتين واجبتين عليها، وهما: الأولى: طلب العلم الواجب الذي لا تستطيع الحصول عليه وهي في دارها. الثانية: الحج الواجب عليها. أما المستحبات من الحج والعمرة وزيارات المشاهد المشرفة والأماكن المقدسة، فلا يجوز لها أن تقوم بأدائها إلا بإذن زوجها. وصية جامعة لكل أسباب الهناء والرخاء أوصت امرأة بنتها ليلة زفافها (كما نُقل) فقالت لها: «أي بنية، إنك قد فارقت بيتك الذي منه خرجتِ وعُشكِ الذي فيه درجت، إلى رجل لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أمة يكن لكِ عبداً، واحفظي له عشر خصال يكن لكِ ذخراً . . الخشوع له بالقناعة، وحسن السمع والطاعة، والتفقد لموضع عينه وأنفه فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح والتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة، والاحتراس على ماله، والإرعاء على حشمه وعياله وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير ولا تعصين له أمراً، ولا تفشين له سراً، فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني مكره، ثم إياك والفرح بين يديه إذا كان مُغتماً، والكآبة بين يديه إذا كان فرحاً».