لقد أمر الإسلام بوفاء الزوجة بحق زوجها وطاعته وحسن عشرته. وترهيبها من إسخاطه ومخالفته. يقول النبي “صلي الله عليه وسلم”: “لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها” “رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح”. ويقول: “لا ينظر الله تبارك وتعالي إلي امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه” “رواه النسائي والبزار”. وفي فضل طاعة الزوجة لزوجها يقول “صلي الله عليه وسلم”: “إذا صلت المرأة خمسها وحصنت فرجها. وأطاعت بعلها. دخلت من أي أبواب الجنة شاءت” “رواه ابن حبان”. أما الإضراب عن الطعام فهو امتناع الإنسان عن تناوله بقصد إكراه غيره وإجباره علي تحقيق أهداف معينة. ولقد حدث في صدر الإسلام ما روي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كنت رجلاً باراً بأمي فلما أسلمت قالت لي: يا سعد لتتركن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعيرك العرب فتقول: يا قاتل أمه. فقلت لها: يا أمي لا تفعلي فإني لا أدع ديني هذا لشيء أبداً. فمكثت يوماً وليلة لا تأكل فأصبحت قد جهدت فمكثت يوماً آخر وليلة وقد اشتد جهدها. فلما رأيت ذلك قلت والله يا أمي لو كان لك مائة نفس فخرجت نفساً نفساً ما تركت ديني هذا لشيء. فإن شئت فكلي وإن شئت فلا تأكلي. فلما رأت اصراري علي ذلك أكلت.. فأنزل الله تعالي: “وإن جاهداك علي أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً” “لقمان/ 15”. ورغم أن العلماء لم ينصوا علي حكم الاضراب بذاته إلا انه يمكن تخريجه وتعريفه من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وما تعرض له العلماء في القضايا المشابهة. ومن ذلك يقول الله تعالي: “ولا تلقوا يأيديكم إلي التهلكة” “البقرة/ 195” والإضراب فيه نوع من التهلكة ولو بعد حين. ويقول: “ولا تقتلوا أنفسكم” “النساء/ 29” وتجويع النفس يقضي إلي قتلها بدون وجه حق. ومن الأحاديث أن النبي “صلي الله عليه وسلم” نهي عن الوصال في الصوم لدفع الجهد والمشقة. والإضراب عن الطعام يولد الإيذاء والتعب والتعذيب. ويقول فقهاء الإسلام: “لا يجوز للمسلم تقليل الطعام بحيث يضعف عن أداء الواجبات لأن ترك العبادة لا يجوز. فكذا ما يفضي إليه. فما توقف عليه الواجب فهو واجب وبهذا فالإضراب عن الطعام أمر محرم شرعاً ويأثم فاعله.