بعث رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، برسالة، للشعب الجزائري بمناسبة الذكرى 59 لعيد النصر. وفي رسالة وجهها للشعب الجزائري بمناسبة الاحتفال بالذكرى 59 لعيد النصر قرأها الأمين العام لوزارة المجاهدين في تلمسان قال الرئيس تبون: "تعلمون أني اتخذت قرارات تندرج في سياق تهيئة الظروف للتغيير المنشود الذي يتطلع إليه شعبنا الأبي وخاصة الشباب المدعو للإنخراط في مسار بناء مؤسسات جديدة تحظى بالصدق والمصداقية." وواصل الرئيس تبون: "تلك القرارات منسجمة تماما مع التعهدات التي التزمت بها وشرعت في تجسيدها منذ الأيام الأولى على كل المستويات." وتابع: "إن كنا قد صادفنا بعض العوارض والظروف الاستثنائية من جراء تفشي وباء كورونا، فإننا مدعوون اليوم وبمشاركة الطبقة السياسية والمجتمع المدني والتنظيمات والنقابات والنخب لإحداث القطيعة الجذرية مع ممارسات الخزي والوبال." وخاطب الرئيس تبون الشعب الجزائري: "نحن مدعوون للمضي بعزم وحزم في محاربة الفساد وكشف نوايا ومساعي المفسدين وبقاياهم الباحثين على فرص زرع الشكوك وإثارة النعرات والفتن". وأكد رئيس الجمهورية بأنه على يقين بأن الشعب الجزائري لا سيما الشباب الذي زرع بوعيه في الحراك المبارك أمل الجزائر الجديدة سيتجند لبناء دولة الحق والقانون ودولة المؤسسات التي تبنى بإرادة الشعب من خلال الاختيار الديمقراطي الحر وعبر التنافس الشريف في الأفكار خلال موعد 12 جوان الذي تم احاطته بكافة ضمانات النزاهة. "هي مناسبة جلية نستذكر فيها حدثا تاريخيا في مسيرة الأمة المظفرة عندما توج الشعب الجزائري ثورة التحرير المباركة بنصر مبين شق به طريق الخلاص." وأضاف: "جراح ما اقترفته الاستعمار في حق الشعب الأعزل من جرائم مازالت جراحها وآثارها شاهدة على هول وحجم الدمار والخراب وعلى وسياسة الأرض المحروقة البشعة والمقيتة". وواصل رئيس الجمهورية: "لقد كانت تباشير النصر التي لاحت في سماء الجزائر المجاهدة في ذلك اليوم الأغر موعدا حتميا أفضى إليه الكفاح الملحمي للشعب الجزائري غداة اندلاعه في الفاتح نوفمبر 1954." وذكر الرئيس تبون: "مافتئت أؤكد على ضرورة حماية الذاكرة الوطنية وأذكر بمسؤولية الدولة في الإطلاع بهذا الملف بأقصى درجات الجدية والمثابرة". وتابع: "لئن كنا قد قطعنا خطوات مهمة وسجلنا بوادر إيجابية خاصة في ما يتعلق باسترجاع الأرشيف واستعادة جماجم قادة المقاومة الشعبية ، فإن إصرارنا على صيانة الذاكرة يبقى في صميم أولوياتنا لإحراز المرجو في هذا المسعى". وأضاف: "أستحضر معكم لحظات مهيبة بالغة المغزى عشناها يوم 5 جويلية بإعادة دفن أبطال ممن قادوا المقاومة الشعبية في مقابر الشهداء وفي أرضنا الطيبة بين أهلهم وذويهم". وشدد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على بقاء المتابعة مستمرة لإستجلاء مصير المفقودين في ثورة التحرير وتعويض ضحايا التجارب النووية.