إن ساب الدهر أو اليوم إن اعتقد الشخص أن الدهر فاعل مع الله فهو مشرك، وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك وهو يسب من فعله فهو يسب الله تعالى، وإن سب الدهر لكونه ظرفا للمكروه فقد سب مخلوقا لا يستحق السب وهو أولى بالسب منه، وقد جاء في الحديث الصحيح قول الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار. رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري، قال الشافعي في تأويل هذا الحديث: والله أعلم إن العرب كان من شأنهم أن تذم الدهر وتسبه عند المصائب التي تنزل بهم من موت أو هرم أو تلف أو غير ذلك، ويقولون أصابتهم قوارع الدهر وأبادهم الدهر فيجعلون الليل والنهار يفعلان الأشياء فيذمون الدهر بأنه الذي يفنيهم ويفعل بهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الدهر على أنه الذي يفنيكم والذي يفعل بكم هذه الأشياء فإنكم إذا سببتم فاعل هذه الأشياء إنما تسبون الله تبارك وتعالى، فإنه فاعل هذه الأشياء، والحديث صريح في النهي عن سب الدهر مطلقا، سواء اعتقد أنه فاعل أو لم يعتقد ذلك، وذكر ابن القيم عليه رحمة الله أن سب الدهر فيه ثلاث مفاسد: أحدها: سبه ممن ليس أهلا للسب، فإن الدهر خلق مسخر من خلق الله منقاد لأمره متذلل لتسخيره فسابه أولى بالذم والسب منه، والثانية: أن سبه متضمن للشرك، فإنه سبه لظنه أنه يضر وينفع، والثالثة: أن السب منهم وقع على من فعل هذه الأفعال، وقوله في الحديث: أنا الدهر قال الخطابي معناه: أنا صاحب الدهر ومدبر الأمور التي ينسبونها إلى الدهر، وإنما الدهر زمان جعل ظرفا لمواقع الأمور، ولهذا قال في الحديث: وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار. والدهر ليس من أسماء الله ولو كان كذلك لكان الذين قالوا: وما يهلكنا إلا الدهر مصيبين . فسب الدهر إذن محرم لأنه مسبة لله وأذية له لقوله: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر”، فساب الدهر بين أمرين أما مسبة الله أو الشرك به فإن اعتقد أن الدهر فاعل مع الله فهو مشرك، وإن اعتقد أن الله وحده هو الفاعل لذلك وهو يسب من فعله فقد سب الله تعالى، ومناسبة الحديث للباب: أن من أضاف إلى الدهر فعلا من الأفعال أو أمرا من الأمور فقد آذى الله تعالى ولا يضر أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter