ضربت ستة مسارح جهوية عبر ولايات الوطن، موعدا لعشاق الفن الرابع للتعرّف على أهم العروض الجديدة التي أنتجها مسرح ولاية باتنة خلال السنة الجارية، حيث سيستمتع الحضور ب"الصوت"، التي ألف نصها، الكاتب خالد بوعلي، وأخرجها ركحيا، الفنان علي جبارة. عتبر هذه المسرحية التي أختير لها عنوان "الصوت"، دلالة عن تراجيديا تصور لنا عبر شخصية "أحمد مرعوش"، تجربة رهيبة خلال ثورة التحرير أدت إلى فقدانه التوازن النفسي وانهياره التام بعد أن اقتحم جنود الجيش الفرنسي منزله العائلي بناءا على وشاية من مجهول، ليتمكنوا جراءها من إلقاء القبض على مجاهدين تم جرهما من المخبأ بإحدى الغرف نحو الفناء -مسرح الأحداث التي تلت وحولت مصيره من سعادة نسبية إلى جحيم لا يطاق- ففي ذلك الفناء أقدم الضابط الفرنسي العنصري على إعدام المجاهدين قبل أن يقتل "حيزية" زوجة أحمد المحبوبة، الأمر الذي هدم أركان العالم وزعزع توازنه بالنسبة لمرعوش، الذي أقتيد بدوره إلى مكان مجهول حيث تم استنطاقه وتعذيبه أشد العذاب. وأطلق سراح المعتقل، بطل المسرحية، بعد سنتين في حالة بائسة، لتتكفل به أمه العجوز لمدة سنوات طويلة، متحملة حالته الجنونية وهوسه الدائم، أما هو فقد أضحى رهينة للخوف المتجدد كل ليلة، وحبيسا للأحداث الدموية التي وقعت بالفناء وظلت تحاصر مخيلته وذاته المتذبذبة إلى أن فارق الحياة. للتذكير، ستحتضن العديد من المراكز الثقافية عبر ولاية باتنة هذا العرض الجديد الذي من شانه أن ينال إعجاب الجمهور نضرا للقالب والنوع المسرحي الذي صيغ به ، ومن جهته أطلق المسرح الجهوي لولاية باتنة العديد من العروض المسرحية التي من شأنها تدعيم الحركة الثقافية والفنية على مستوى المنطقة.