أسر “الحراڤة” تتكبد ألم إختفائهم تتقاسم أسر الشباب المفقودين ألم وحرقة إختفاء فلذات أكبادهم بعد ركوبهم لقوارب الموت في رحلة لوجهة غير معلومة خاصة أن الكثير منهم ملوا من آمال حصولهم على مناصب شغل محترمة تخلصهم من شبح البطالة، فاعتقدوا أن الهجرة ستكون طوق نجاة لهم آملين أن ينعموا بحياة أفضل إن شاء لهم القدر أن يصلوا إلى بر الأمان بإحدى الدول الأوروبية، بالرغم من أنهم يعرضون حياتهم للغرق بعرض البحر وغالبا ما ينتشل حراس السواحل جثث “الحراڤة” بعدما تنهش الأسماك أجسادهم ليبقى الأولياء ينتظرون عودة أبنائهم بعد فراق طال لسنوات طويلة، هذا ما دفعنالزيارة الأسر التي فقدت أبناءها بعدما شدوا رحالهم بشكل مفاجئ من بيتهم إلى وجهة غير معلومة، تاركين جروحا عميقة بقلوب أمهاتهم ومعاناة كبيرة لأقاربهم الذين تلقوا صدمة إختفائهم في لمح البصر، وخلال حديثنا مع الأم خديجة، التي لمسنا بوجهها حزن فراقها لإبنها الوحيد الذي غاب حسب قولها بشكل مفاجئ دون أن يودعها، تاركا حزنا عميقا بين أفراد عائلته وفي كل بقعة من البيت لازالت والدته تتذكر إبنها وتتخيل ملامحه، حيث أخبرتناأن فترة غيابه قاربت الثلاث سنوات ما جعلها تقضي معظم وقتها بغرفته حاملة بيدها ملابسه التي تشم بها رائحة عطره. وهو نفس حال الحاجة فريدة، التي تشارك خديجة نفس المعاناة وبالرغم من ألمها العميق إلا أنها تزور بيت جارتها التي مرت بنفس التجربة بعدما غادر إبنها الذي لم يتجاوز ال19 عاما المنزل دون أن ترى وجهه للمرة الأخيرة، تاركا وراءه إشتياق والدته التي لم تتقبل فكرة فراقها لفلذة كبدها الوحيد خاصة أنها شديدة التعلق به، حيث تروي لنا أمه قصة إختفاء إبنها المفاجئ كما ذكرت أنها تفاجأت بعد اختفاء فلذة كبدها عمار، دون توديعها لتصدم بعد ذلك بخبر هجرته بأحد قوارب الميناء برفقة رفاقه، وعن سبب غيابه فتقول أنه مل من “الحڤرة” التي لم تسمح له بكسب لقمة عيشه خاصة أن الشرطة غالبا ما كانت تحجز بعض المنتجات التي كان يبيعها على الطاولة، لتضيف أنه حاول كسب رزقه بالحلال إلا أنه لم يتمكن من مقاومة البطالة التي أدخلته بحالة نفسية سيئة، كما أضافت أنه قبل أيام من هجرته طلب منها أن تسامحه كما قرر بيع جهاز الكمبيوتر الخاص وهاتفه النقال. آباء يتكبدون عناء البحث عن أبنائهم المهاجرين أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter