أبناء عاقون وأولياء متكتمون فرض ديننا الحنيف على الأبناء طاعة والديهم كما منعهم من توجيه كلمة أف لهم، إلا أن شباب اليوم باتوا يتحدون أولياءهم معتبرين أفعالهم نوعا من الرجولة ولم يرأفوا بهم كما أنكروا جميل تربيتهم ولم يجدوا أي مانع في معاملتهم بأسوء الطرق وبدل أن يصبحوا نعمة لهم باتوا نقمة وبلاء عليهم لكن الكثير منهم قرروا أن يعيشوا في جحيم معاملة قاسية لفلذات أكبادهم خوفا من الفضيحة أو حتى تحميلهم جريمة يعاقب عليها القانون، لتفادي تدمير مستقبلهم خلف القضبان فبات الكثير من الأباء حائرين في تصرفات أبنائهم ولا يجدون تفسيرا أو مبررا لعقوقهم المفاجئ، ومن ضمن قصص العقوق الواقعية ما سردته لنا إحدى المسنات التي إلتقينا بها وهي جالسة على احد الأرصفة، حيث كانت ملامح الحزن بادية على وجهها وهي تقص علينا معاملة إبنها القاسية التي وصلت إلى حد طردها من بيته دون رأفة أو رحمة لمجرد إرضاء زوجته، حيث تقول والدموع تملأ عينيها أن ابنها من تسبب في تشردها بعدما قام بشتمها كما أخبرها أنه لم يعد يطيق بقاءها بمنزله لمجرد نشوب شجار بينها وبين زوجته. أمهات يقابلن عقوق الأبناء بدعاوى الخير هي صفة إلاهية زرعت في قلوب أمهات لا تمكنهن تلك الفطرة من التخلي عن حبهن الشديد لأبنائهن من شدة خوفهن عليهم، وبالرغم من معاملة أبنائهن السيئة لهن إلا أنهن لا يستطعن الدعاء عليهم بالشر أو حتى تقديم شكوى ضدهم، وهو ما عبرت لنا عنه بمرارة أم في العقد الأربعين من عمرها والتي تقول أن إبنها حاد الطباع وغالبا ما يصرخ عليها بالشارع، ولا يتقبل الكلام معها إذا نصحته لكنها ترفع يدها للسماء داعية الله أن يهديه خوفا عليه من الأذى. نموذج أخر لمعاناة إحدى الأمهات من عقوق إبنتها هي السيدة مليكة، التي أخبرتنا أنها لم تجد أي مبرر للتحول المفاجئ لمشاعر إبنتها من حب إلى كره شديد لها دفعها حسب قولها إلى إتهامها بالباطل ونشر أقاويل كاذبة كانت سببا في نشر الفضيحة وطلاقها من زوجها، كما أضافت أنها لم تندم يوما على فعلتها ولم تكتفي بذلك بل تجرأت على شتمها أمام أعين المارة، لكنها تقول أن “الكبدة” تدفع الأم إلى مسامحة أبنائها وبالرغم من إساءة ابنتها لها إلا أنها تدعو الله أن يهديها أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter