التسرب المدرسي يعيق الأطفال عن تحقيق أحلامهم هم أطفال لم تمكنهم ظروفهم المادية الصعبة من تحقيق أحلامهم في الالتحاق بمقاعد الدراسة أو ضمان مستقبل زاهر، حيث بات الكثير منهم محرومين من حقهم في التعلم كأقرانهم، فمنهم من استبدل المدرسة بالعمل وأخرون إضطروا إلى ملازمة المنزل لعدم قدرة أسرهم على توفير حاجياتهم الدراسية أو تكاليف نقلهم لمدارسهم البعيدة، وهو ما علمناه من بعض أطفال القرى الذين لازموا بيوتهم بسبب خوف عائلتهم من مخاطر الشارع والطرقات السريعة التي تخلو من الممرات العلوية، إضافة إلى إجبار الأسر المحافظة بالقرى والمداشر الفتيات على التخلي عن مقاعد الدراسة خوفا عليهن من خطر التحرش في الشوارع، نظرا لبعد المؤسسات التربوية عن مساكنهن. عائلات فقيرة تبيع أبنائها للأغنياء تضطر الأسر الفقيرة التي تضم عددا كبيرا من الأبناء إلى التخلي عن فلذات أكبادها لعائلات غنية لتتكفل بهم، خاصة مع عجزهم عن تأمين مستقبل زاهر لهم أو ضمان حياة كريمة، وهو ما يدفعهم إلى التخلي عن أبنائهم مقابل تقاضيهم المال وغالبا ما يكون هؤلاء الأطفال محرومين من دفء العائلة، حيث أكد مختصو علم النفس الإجتماعي، أن غلاء المعيشة والمشاكل الاجتماعية وراء إقدام الأسر على التنازل عن أبنائها، وغالبا ما يعيش الأطفال في حالة من عدم التوازن النفسي لعدم تقبلهم العيش في وسط عائلي لعدم تكيفهم مع أسرة جديدة خاصة مع حرمانهم من حنان أمهم الحقيقية، في المقابل فإن الجزائر قد عرفت بالسنوات الأخيرة ظاهرة بيع الأطفال المخطوفين أو تهريب أطفال الأمهات العازبات، ما أصبح يهدد مستقبل وهوية تلك الوجوه البريئة التي تلقى مصيرا مجهولا بعد انتهاك حقوقها. مشاكل نفسية تهدد الأطفال بعد التنازل عنهم يرى المختصون أن التخلي عن الطفل بأي صورة من الصور سواء أكان ناتجا عن الفقر أو عن الحمل غير الشرعي أو لأي سبب، يمثل خللا نفسيا واجتماعيا شديدا لدى أسرته المنجبة، وغالبا ما تسمح الظروف الاجتماعية المزرية للأسر بوجود مثل هذا التفريط بالأطفال وحقوقهم، أما من الناحية النفسية فإن شخصية الأم أو الأب اللذين يتنازلان عن أحد أطفالهما شخصية مضطربة وغير متزنة ومحبطة لدرجة كبيرة جدا، وحسب رأي المختصين فإن الأسرة التي تضم مثل هذين الأبوين هي أسرة مفككة وغير قادرة على رعاية الأطفال، كما أنها تعاني ماديا من أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter