تباينت الألفاظ المستخدمة في أوساط شبابنا وتعددت معانيها إلا أن جلها يدخل في إطار اللغة، التي أصبحت عبارة عن مزيج هجين غير معروف من اللغات، إلى درجة أنها تكاد تكون غير مفهومة بالنظر إلى المزاوجة الكبيرة التي تم تفعيلها بين لغتنا العربية التي تتجه نحو الاضمحلال وباقي لغات العالم بالإضافة إلى “الدارجة”. قرن منصور أبو بكر، أستاذ علم النفس بجامعة وادي سوف، في اتصال له ب"السلام" المصطلحات الشائعة الاستعمال في أوساط شبابنا بالأفلام المختلفة الجنسيات التي يتأثر بمحتوياتها الشباب سواء من حيث سلوكاتهم، أسلوبهم في الحديث أو حتى الكلمات التي يستعملونها في التحاور والتواصل مع بعضهم البعض، بحيث اعتبر محدثنا أن هذه الألفاظ في جذرية تواجدها بمجتمعنا مستوحاة من رغبة أفراد مجتمعنا في مماثلة وتقليد شباب المجتمعات الأخرى، سواء من حيث لباسهم، تصرفاتهم، سلوكاتهم وحتى المفاهيم والمصطلحات التي يستخدمونها في تحاورهم وتواصلهم. كما أشار إلى أن الشباب في استعمالهم لهذه المصطلحات التي تختلف من منطقة إلى أخرى، يحرصون على تكييفها حتى تتماشى ومتطلبات مجتمعنا الجزائري سواء من حيث الصياغة، المعنى أو المدلول، ذلك أن استخدامها يكون على ثلاثة مستويات: العاطفي الايجابي على غرار كلمة “الكبدة” و"الحنونة" أو حتى العاطفي السلبي أثناء الخصومات، لأن الشاب إذا استعمل اللغة العربية في السب والشتم سيبدو ذلك عاديا ولن يشعره بالراحة النفسية، فيلجأ إلى إضفاء الصبغة التي توحي بغضبه وسخطه عبر مزيج متنوع من الألفاظ التي تغلب عليها العبارات الجنسية باعتبارها ذات وقع واثر اكبر على نفسية متلقيها. واعتبر محدثنا بأن هذه الألفاظ في شقها الايجابي عبارة عن انعكاس مباشر لمرحلة تنشئة الشاب وأسلوب معاملة أمه له، من خلال استعمالها لهذا النوع من الكلمات التي تبرز المكانة التي يحتلها ضمن مشاعرها ومدى تعلقها به، في حين أنها في شقها السلبي تعد نقلا مباشرا للانحطاط الأخلاقي الذي يطبع حالة العنف لدى شبابنا. كما ذكر بأنه تعبير صارخ للقواسم المختلفة التي تربط الشباب فيما بينهم، وخاصة رابطة الصداقة التي تلغى بين تقاسيمها مختلف القيود والرسميات، لتكون فسحة للحرية والصدق تتداول خلالها العديد من المصطلحات والألفاظ ك "شريكي"و"محامي"، بالإضافة إلى بعض الألفاظ التي تستخدم في مجال الأعمال والتجارة لوصف حالة السوق وإيرادات البيع فيها مثل:"مريڤلة"و"راهي ترولي" بدل القول أن الأمور تسير بشكل جيد. إلا أن ذلك لا ينف حسب محدثنا لجوء الشباب إلى استعمال بعض المصطلحات الجديدة لتعويض أخرى، بالنظر إلى خفتها وسهولتها في محاولة منهم لخلق التميز والتفرد عن المحيطين بهم ك"التحلاب" وغيرها من المصطلحات التي يتم تداولها فيما بينهم حتى تصبح اللغة الشبابية الرائجة بينهم، بفضل تواترها لتتخلص بذلك من صبغة الغرابة والنفور التي طبعتها لتتحول إلى لغة عادية يعتبر في ظلها كل شاب لا يستعملها غير مواكب وتقليدي. الإبداع يطال عبارات معاكسة الفتيات وفي ذات السياق أشار أبو بكر، إلى أن الإبداع اللغوي المميز للمناخ الشبابي طال أيضا المصطلحات التي يستعملها الشبان في معاكسة الفتيات، بالنظر إلى أنها “كلمات تحمل شحنات عاطفية قوية التعبير من الناحية النفسية”، كمصطلح”مامي” و"عينينا" أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter