تتواصل فعاليات أيام المسرح المغاربي فوق خشبة مسرح باتنة الجهوي، بمشاركة العديد من الفرق المسرحية من البلدان المغربية والفرق المحلية لمختلف ولايات الوطن. وشهدت السهرة الثالثة من عمر التظاهرة عرض مسرحية "الصمت". حيث استمتع عشّاق الفن الرابع بهذا العرض الجديد، الذي ألف نصه المؤلف خالد بوعلي، أما عن الإخراج فهو للمخرج الفنان علي جبارة. واختير لهذه المسرحية عنوان "الصوت" دلالة عن تراجيديا تصور لنا عبر شخصية مرعوش أحمد، تجربة رهيبة خلال ثورة التحرير، أدت الى فقدانه التوازن النفسي وانهياره التام بعد أن اقتحم جنود الجيش الفرنسي منزله العائلي، بناء على وشاية من مجهول وقبضوا على مجاهدين وجروهما من المخبإ بإحدى الغرف نحو الفناء، وهو مسرح الأحداث التي تلت وحولت مصيره من سعادة نسبية إلى جحيم لا يطاق. ففي ذلك الفناء أقدم الضابط الفرنسي العنصري على إعدام المجاهدين قبل أن يقتل حيزية، زوجة أحمد المحبوبة، الأمر الذي هدّ أركان العالم وزعزع توازنه بالنسبة لمرعوش، الذي أقتيد إلى مكان مجهول حيث تم استنطاقه وتعذيبه أشد العذاب، وأطلق سراحه بعد سنتين من ذلك في حالة بائسة، وتكفلت به أمه العجوز سنوات طويلة، متحملة حالته الجنونية وهوسه الدائم، أما هو فقد أضحى رهينة خوف متجدد كل ليلة، وحبيس أحداث دموية وقعت بالفناء وظلت تحاصر مخيلته وذاته المتذبذبة إلى ان فارق الحياة.