يشتكي الفلاحون القاطنون بمختلف قرى ومداشر بلدية بني وسين الواقعة شمال غرب ولاية سطيف، من ظاهرة انتشار قطعان الخنازير البرية التي تسببت في إلحاق خسائر جسيمة في محاصيلهم الزراعية خاصة الزراعة الموسمية، وأضحت تشكل خطرا كبيرا على صحتهم وصحة أبنائهم. وحسب ممثلي هؤلاء الفلاحين فإن هذه الاشكالية فرضت عليهم البقاء في منازلهم وعدم التوجه إلى بساتينهم أثناء الفترات الليلية لسقي محاصيلهم، خاصة الخضر الموسمية التي تعد مصدر معيشة العديد منهم، كما فرضت عليهم أيضا اللجوء إلى الحراسة عن طريق المناوبة لمنع وصول هذه الحيوانات المفترسة إلى التجمعات السكنية المحاذية للغابات، معتمدين في مكافحتها على الوسائل التقليدية كحفر خنادق او تسييج البساتين والحقوق بالأسلاك الشائكة، او نصب أفخاخ حديدية كثيرا ما تكون بالخطإ وتصيب أطفالا صغارا بجروح قد تصل الى حد بتر الساق، ناهيك عن الأخطاء التي تنجم عن وضع مسممات على مستوى بعض الحقول ولجوء الأبقار والأغنام الى استهلاكها قبل الخنزير. ذات المصدر أوضح أن هذه الظاهرة طالت بصفة أكثر المزارع والبساتين المنتشرة عبر قريتي «مغراوة» و«شعبة التالمة»، حيث تسببت في إتلاف مساحات معتبرة من الخضر وكذا الأشجار المثمرة التي تشتهر بها المنطقة، مع العلم أن هذه الظاهرة ازدادت حدة في السنوات الأخيرة في ظل انعدام حملات مكافحتها التي تقوم بها مختلف المصالح. رئيس لجنة البيئة على مستوى البلدية، وفي رده على انشغالات الفلاحين، أكد أنه تم تنصيب لجنة محلية يترأسها طبيب بيطري، اقتصر نشاطها في السابق على مكافحة الكلاب المتشردة، وهذا قبل أن تتحول في الآونة الأخيرة إلى مكافحة الخنازير أيضا بالنظر للأضرار الكبيرة التي ألحقتها بالمحاصيل الزراعية، وفي هذا السياق، ينتظر أن تنظم ذات اللجنة حملة لمكافحة هذه الحيوانات بداية من اليوم، على أن تليها حملات أخرى للحد من خطورة هذه الإشكالية التي تزداد حدتها، في ظل التكاثر غير المسبوق لهذا الحيوان في ظل انعدام حملات للقضاء عليه.