لا تزال ظاهرة انتشار قطعان الخنازير وسط حقول الفلاحين، خاصة الواقعة بالجهة الشمالية، تؤرق الفلاحين، بعدما ألحقت خسائر وأضرار بمحاصيلهم الزراعية الموسمية والأشجار المثمرة، وخاصة شجيرات الزيتون التي تم غرسها مؤخرا. وهو الأمر الذي دفع الفلاحين للمطالبة من الجهات المعنية بتنظيم حملات للقضاء على هذا الحيوان المفسد. واشتكى العديد من الفلاحين من الانتشار الكبير لقطعان الخنازير في الآونة الأخيرة على مستوى المساحات الزراعية، في ظل انعدام الطرق الكفيلة بالقضاء على هذا الحيوان. وبالرغم من بعض الحملات التي تقوم بها بعض الجمعيات بالتنسيق مع السلطات الأمنية والمحلية مؤخرا، والتي مست بلديات شمال الولاية كحمام قرقور، ذراع قبيلة، قنزات أفضت إلى إبادة عدد من هذا الحيوان البري، فيما يأمل آخرون يقطنون مناطق أخرى بتعميم هذه الحملة لوضع حد لهذه الظاهرة التي ألحقت أضرارا كبيرة بالمحصول وتحولت إلى مصدر قلق دائم للفلاحين. غير أن هذه الحملات حسب الفلاحين تبقى غير كافية نظرا لنقص الإمكانيات المادية والبشرية لوضع حد لهذه الظاهرة، وهو ما جعل الفلاحين يجددون طلبهم للجهات المعنية. وتستهدف قطعان الخنازير المحاصيل الزراعية خاصة البطاطا، إلى جانب الأشجار المثمرة كالزيتون، البرتقال، العنب والتفاح، حيث يقوم بتجريدها من الجذور والذي يؤدي لا محالة إلى جفاف الشجرة وتلفها. ولم تجد العائلات بديلا عن استعمال الطرق التقليدية لمواجهة هذه الظاهرة، كوضع الجبس داخل بعض المحاصيل أو عن طريق حفر كما يسمى محليا ب”آسراف”، وهي العملية التي يقوم خلالها الفلاح بحفر حفرة عميقة ويردمها بالقش في شكل فخ للإيقاع بهذا الحيوان المفسد أو عن طريق نصب بعض الأفخاخ الحديدية. لكن هذه الطرق كثيرا ما تنقلب على واضعيها وعلى الحيوانات الأخرى كالأبقار والأغنام.