دعت شخصيات دولية أكاديمية وفكرية وعلمية وسياسية إلى جانب الباحثين والمبدعين ورجال الأعمال في شتى الميادين بولاية تبسة، رئيس الجمهورية، إلى التدخل لإيقاف عملية الاعتداء التي يتعرض لها منزل المفكر مالك بن نبي، وطالبوا بتحويله إلى معلم ثقافي حضاري، بدلا من تدنيسه والتعدي عليه من طرف زمرة من المستهترين العابثين الذين حولوه إلى وكر للعربدة والسكر. تحول بيت مالك بن نبي، إلى نسي منسي، وضربت العنكبوت على جنباته نسيجها، فيما أكد الكثير من أهل تبسة، أن تحركهم هذا لم يكن بهدف إنقاذ هياكل، بيت بن نبي فقط، بل للحفاظ على «الروح» المتمثلة في فكره. ويقع بيت المفكر مالك بن نبي، في قلب مدينة تبسة، وبالتحديد في شارع بخوش محمد السدراتي، هذا الأثر المهمل المتهالك ليس ككل البيوت، لأنه شاهد على أحداث قرن حافلة، احتضن فلسفة الحضارة في العصر الحديث، كما ذكره صاحبه في كتابه «مذكرات شاهد القرن»، ليترك اليوم بين يدي الإهمال، حيث تم سد نوافذه وأبوابه، لحمايته من مواصلة استخدامه كمخمرة تمارس فيها أنواع الميسر والرذيلة، إكراما للقيم والتاريخ والمبادئ التي عاش لها مالك بن نبي ومات من أجل الدفاع عنها وتكريسها. للتذكير، نشأ الابن مالك وترعرع بهذا المنزل بضع سنوات، إلى غاية انتقاله من تبسة إلى فرنسا لمواصلة دراسته، وقد تحوّل الشارع الذي يتواجد على مستواه، إلى مكان مشبوه تملؤه الحانات، الأمر الذي حز في نفوس الكثيرين من المثقفين وأصحاب الرأي في المدينة التي انتفضت لمطالبة السلطات المحلية والوطنية وكل الجهات الرسمية التي لها علاقة بالقضية للعمل على تحويله إلى متحف جهوي أو وطني ولما لا عربي. للإشارة، على الرغم من محاولات بعض الأشخاص من سكان مدينة تبسة وحتى من خارج الوطن شراء بيت مالك بن نبي، إلا أن هناك رفضا بالإجماع من طرف الأسرة لبيع المنزل أو التنازل عنه، وكأنها تريد ترك آثارها بمدينة الشيخ العربي التبسي على غرار المنزل الذي يوجد بمدينة قسنطينة مسقط رأس العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس.