أنهت رئاسة أركان الجيش الجزائرى التحضيرات الميدانية واللوجيستية لتنفيذ أربع عمليات تمشيط وبحث كبرى ضد الإرهابيين في مناطق حدودية واسعة من البلاد، بمشاركة 20 ألف عسكري، بعدما قدمت لتونس قائمة ارهابيين يخططون لتنفيذ اعتداءات إرهابية في المنطقة. وتندرج هذه التحركات في إطار عملية عسكرية كبرى أطلقت عليها السلطات اسم "الفتح المبين"، يتوقع أن تتواصل عدة أشهر بعد أن أعطى الرئيس بوتفليقة الضوء الأخضر لها خلال استقباله لقائد الأركان قبل أيام، وكان بوتفليقة استقبل الثلاثاء الماضي قائد أركان الجيش قايد صالح الذي قدم له عرضا شاملا عن الأوضاع في البلاد وعلى الحدود "وأعطى رئيس الجمهورية توجيهات من أجل تعزيز الجهود والإمكانيات لتأمين الحدود"، بحسب بيان رسمي، إذ يتضمن هذا المخطط العسكري عمليات تمشيط وبحث كبرى تعتمد على معلومات استخبارية تم جمعها طيلة عدة أشهر في المناطق الأربع، بعد أن حصل الجيش على الضوء الأخضر لتنفيذ هذه العمليات، حيث تهدف تلك العمليات العسكرية إلى توجيه ضربات للجماعات الإرهابية لمنعها من التحضير لعمليات ضد الجزائر، وفي السياق ذاته سلمت الجزائر لمصالح الأمن التونسية قائمة لأشخاص محل بحث في البلاد، يتوقع التحاقهم بالتراب التونسي ضمن أفواج السياح الجزائريين، إذ أن المبحوث عنهم التحقوا حديثا بالجماعات الإرهابية وليس لهم سوابق قضائية، مشيرة إلى أن التحاقهم بتونس يندرج في إطار التخطيط لهجمات واعتداءات إرهابية على هامش ذكرى 11 سبتمبر. من جهة أخرى، طلبت مصالح الأمن من نظيرتها التونسية في مراسلة خاصة، تشديد الرقابة على عمليات كراء السكنات والشقق في المدن، حيث تم ضبط رسالة لدى أحد القيادات الإرهابية الذي القي عليه في الجزائر، من أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبد المالك دروكدال، تطلب من العناصر الإرهابية التحرك باتجاه المدن، استعدادا لتنفيذ العمليات والاعتداءات المنتظرة، في إستراتيجية جديدة لفك الحصار المفروض على معاقل الإرهابيين في الجبال، هذا بعدما تحركت الخلايا الإرهابية النائمة عبر القيام بكراء شقق وسكنات بأسماء مستعارة وهويات مزورة لاستقبال العناصر المكلفة بتنفيذ عمليات إجرامية.