باشرت مصالح الأمن والجيش تنفيذ خطة أمنية جديدة لملاحقة الجماعات الارهابية بعد الأوامر التي وجهها الرئيس بوتفليقة إلى القيادات العسكرية والأمنية بمناسبة الاحتفالات بعيد الاستقلال لمسؤولي قيادة الجيش لتجديد الخطة الأمنية وسد الفراغات التي كانت تستغلها الجماعات الارهابية للوصول إلى العاصمة والحواضر الكبرى وتنفيذ عمليات استعراضية اعتبر الرئيس بوتفليقة أنها ناتجة عن تراخي أمني وفي هذا الصدد أكد العقيد علي تونسي المدير العام للأمن الوطني أول أمس ببجاية أن مصالح الأمن باشرت خطة لملاحقة عناصر الجماعات الارهابية التي كرست العمليات الأخيرة رفضها للمصالحة الوطنية وقال العقيد تونسي "أنه سيتم اعتماد وسائل جديدة في مكافحة الإرهابيين "ما يعكس اعتماد خطة أمنية دون الكشف عن تفاصيلها خاصة وأن العناصر الإرهابية المتبقية في الجبال تعد من القيادات الميدانية للجماعات الارهابية وتتمتع بمستوى قتالي أكثر من العناصر الارهابية التي كانت تستعملها نفس القيادات للتغطية وتأمين تحركاتها . و تعكس نتائج العمليات العسكرية الأخيرة بمناطق مختلفة من الوطن الوضع الداخلي للجماعات الإرهابية خاصة تنظيم " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي "( الجماعة السلفية للدعوة و القتال سابقا) ، حيث تمكنت قوات الأمن المشتركة من القضاء و توقيف قياديين في التنظيم منهم أمراء سرايا و خلايا هامة إضافة إلى استرجاع عدد هام من السلاح و القنابل . و تتوفر أجهزة الأمن على معلومات بناء على شهادات و اعترافات إرهابيين تائبين أو موقوفين تدعم عملياتها التي تتميز في المدة الأخيرة بتحقيق نتائج "هامة" بحسب تصريح وزير الداخلية استنادا إلى " مراكز " الإرهابيين الذين تم توقيفهم أو القضاء عليهم منذ بداية السنة إضافة إلى تفكيك سرايا كاملة في العديد من المناطق قد يكون أبرزها القضاء على كتيبة "طارق بن زياد " و أميرها "صهيب" في عملية تمشيط بأميزور ببجاية ، و كتيبة "أبو بكر الصديق " النشطة على الحدود بين مفتاح و خميس الخشنة ، وسرية " البليدة" بصوحان المكلفة بتنفيذ اعتداءات بواسطة قنابل تقليدية و التجنيد إضافة إلى الخلية المسؤولة عن الاختطافات بمنطقة القبائل ، و يدرج متتبعون للشأن الأمني توقيف أميرها (ش.رابح ) المدعو "زكريا " و أبو عامر أمير سرية " البليدة" ضمن " العمليات الهامة" لطبيعة المعلومات المتوفرة لديهما خاصة و أنهما من قدماء النشاط الإرهابي و يشغلان مراكز قيادية بالتنظيم . و تشير تحاليل لنتائج هذه العمليات إلى وضعية تنظيم " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي " تحت إمارة درودكال عبد المالك (أبو مصعب عبد الودود) و تعكس قلة تعداده على خلفية أن الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم هم أمراء و قياديين كانوا متحصنين في كازمات في مناطق كانت تصنف آمنة و لم تشهد منذ سنوات إعتداءات إرهابية لجأ إليها لعدم لفت إنتباه مصالح الأمن ، وتتم حراستهم من طرف أتباعهم " الصغار" الذين يشكلون درعا لهم في هجمات الجيش للسماح لهم لاحقا بالفرار و خرق الطوق الأمني حيث تم توقيف "أبو عامر" حسب المعلومات المتوفرة لدى" الشروق اليومي " خلال عملية "صوحان " عند محاولته الفرار و تم القضاء على "صهيب" أمير كتيبة طارق بن زياد بآميزور خلال محاولته ليلا خرق حصار الجيش و برأي مراقبين فإن ذلك يكشف أن موفدي درودكال أصبحوا يتحركون في جماعات صغيرة لا تتعدى عدد أفرادها العشرة أغلبهم قياديين في التنظيم الإرهابي و هم الذين يشكلون اليوم "بقايا الإرهاب" بعد أن "إستنجد" درودكال بقدماء" الجيا " لإستغلال خبراتهم في إعادة تفعيل النشاط الإرهابي في العاصمة و ضواحيها . و للتغطية عن هذا العجز ، لجأت قيادة درودكال إلى تنفيذ عمليات تحقق لها صدى إعلاميا آخرها الإعتداء الإرهابي على موكب والي ولاية تيزي وزو . و وسعت قوات الجيش خريطة عملياتها العسكرية على المستوى الوطني و سجل إنتشار أفراد الجيش مدعمين بأفراد الدرك و الفرق المتنقلة للشرطة القضائية و أعوان الحرس البلدي و المقاومين الذي "عادوا للنشاط" مؤخرا بشكل لافت من خلال مشاركتهم في عمليات التمشيط ، و ينتظر تكثيفها تنفيذا لأمر رئيس الجمهورية الذي حمل رسالة للتعامل بأكثر حزم و تشدد و صرامة مع الرافضين للسلم و المصالحة الوطنية " لأنهم لم يحسنوا إستغلال الفرصة " و عليه يتوقع تنفيذ هجمات على معاقل الإرهاب ستسخر لها إمكانيات ضخمة ، و قد يرافق ذلك تشديد العقوبات على الإرهابيين الموقوفين و عناصر شبكات الدعم و الإسناد، و الجدير بالذكر أن الحرب ضد الإرهاب لم تتوقف حتى في ظل حملة الإستفتاء على ميثاق السلم و المصالحة الوطنية ، لكنها ستأخذ أبعادا أخرى بعد الأمر الرئاسي . نائلة. ب:[email protected]