أدخل القرار الأخير لمجلس الشورى في حركة حمس والخاص بالخيارات المطروحة للتعامل مع الرئاسيات، قيادات الحزب في قراءات مختلفة تعكس عدم وجود إجماع داخلي حول ترشيح عبد الرزاق مقري لهذا الموعد الإنتخابي. واضطرت قيادة الحركة، أمس، إلى إصدار بيان توضيحي بشأن التأويلات التي أعطيت لقرار مجلس الشورى بحكم أن عددا من القيادات في المجلس عبّرت عن عدم رضاها بشأن تسرع مقري في إعلان نفسه مرشحا باسم الحزب للرئاسيات. وقال بيان للمكتب الوطني، إن نص قرار مجلس الشورى الوطني الذي تلاه رئيس المجلس الشوري أبوبكر قدودة الأحد يفوض مجلس الشورى الوطني المكتب التنفيذي الوطني اتخاذ الإجراءات التي يراها مناسبة بخصوص الانتخابات الرئاسية ومنها الترشيح أوالمقاطعة أوالتحالف والعمل بمقتضى ذلك. ويحتفظ مجلس الشورى الوطني بحقه في مراجعة القرار في دورته القادمة. وأضاف أن هذا القرار واضح ويفتح كل الخيارات أمام المكتب الوطني في التعامل مع موضوع الرئاسيات قبل دورة مجلس الشورى القادمة، وتكفل قوانين الحركة الحق في إبداء الرأي والدفاع عنه داخل المؤسسات الشرعية. وأضاف "كما أن المكتب الوطني لا يعلق على القراءات الصحفية حول الندوة وإنما يعتبر بالوثائق والقرارات المعبر عنها رسميا". وجاء هذا البيان عقب تصريحات لرئيس الحركة السابق أبوجرة سلطاني يقول فيها إن إعلان مقري ترشحه مجرد اجتهاد شخصي وليس تفويضا من مجلس الشورى، ولكن ليس من صلاحياته أن يصدر قرارات مصيرية في أمر خطير بحجم الرئاسيات. وأكد أبوجرة، أن المجلس فوّض المكتب لفتح نقاش واسع مع جميع الأطياف السياسية والبت في الخيارات الملائمة، بما تتحقق به مصلحة الجزائر والحركة وتقديم هذه الخيارات الناضجة لمجلس الشورى الوطني في دورة عادية تعقد نهاية السنة أوبداية السنة المقبلة. وتعني هذه التصريحات أن هناك رفضا واسعا لإعلان مقري ترشحه باسم الحركة للرئاسيات بشكل جعل المكتب الوطني يصدر بيانا للدفاع عن موقف مقري بالتأكيد أن المجلس الشوري فوضه صلاحية الحسم بشأن خيارات الرئاسيات. وتعد هذه التصريحات المتضاربة انعكاسا لخلافات شهدتها الدورة الأخيرة للمجلس الشوري، حيث ذكرت مصادر، أن هناك قطاعا واسعا من أعضاء مجلس الشورى كان يسعى لترشيح رئيس الحركة السابق أبوجرة سلطاني للرئاسيات القادمة لكن هذا الخيار لقي معارضة من أنصار مقري بشكل دفع الأخير إلى المسارعة بإعلان نفسه مرشحا باسم الحزب لقطع الطريق أمام رئيس الحركة السابق. ويبدو أن طموح أبوجرة، بالترشح يعود إلى ما قبل المؤتمر السابق، أين قرر عدم الترشح لعهدة جديدة مقابل تقديمه كمرشح عن الحركة للرئاسيات، غير أن وصول مقري لرئاسة الحزب قلل من حظوظه في دخول السباق.