بعد حراك استهلك عدة أسابيع وكلام طويل عريض عن مواجهة الخضر وديا لمنتخب كبير في الخامس مارس 2014، فكّرت الفاف ثمّ قدّرت فقررت مواجهة جزائرية سلوفينية، وهو لقاء أتى معاكسا لسقف تطلعات عشاق المحاربين الذين كانوا يمنّون النفس بملاقاة البرتغاليين، المكسيك وكولومبيا، فإذا بهم يستغربون مواجهة منتخب غير مونديالي لا يملك من التاريخ سوى مشاركة واحدة ووحيدة في كل من أورو 2000 ومونديال 2010. سلوفينيا لم تتأهل للمونديال في مجموعة سهلة يرى نقاد الشأن الكروي، أنّ الفاف والطاقم الفني والوطني جانبوا الصواب بارتضائهم المنتخب السلوفيني، هذه الأخيرة تراجع مستواها كثيرا قياسا بما قدمته قبل ثلاثة عشر عاما، على نحو جعل سلوفينيا لا تصل إلى نهائيات كأس العالم بالبرازيل، رغم وقوع أشبال المدرب السابق "سلافيسا ستوجانوفيتش" في مجموعة متواضعة ضمن إيسلندا، النرويج، ألبانيا وقبرص وسويسرا التي تأهلت دون عناء. الجزائريون كانوا يتوقعون مواجهة البرتغال وكان الأجدى ظفر الأوصياء على المنتخب الوطني بمواجهة أخرى كانت ستجلب فوائد تقنية تكتيكية أكبر لرفاق فيغولي، ولعلّ سيناريو مواجهة زملاء كريستيانو رونالدو كان هو الأحسن للجزائريين، اعتبارا لكون البرتغال واجهت روسيا أحد منافسي الخضر في مونديال 2014، حيث تفوق الروس ذهابا بهدف كيرزاكوف (6)، قبل أن تثأر تشكيلة باولو بينتو بهدف بوستيغا (9) سعدان : "المدرب الحر في تحديد المنافسين وعليه أن يتحمل المسؤولية" حتى وإن رفض الخوض كثيرا في الحديث عن تحضيرات المنتخب الوطني تحسبا للمونديال، وتحاشى الإجابة عن جدوى من التباري وديا أمام المنتخب السلوفيني، إلا أن هذا لم يمنع المدرب الوطني السابق رابح سعدان، من إبداء تحفظه الشديد لخيار التباري وديا أمام المنتخب السلوفيني خلال نزوله ضيفا على إحدى القنوات الجزائرية الخاصة، مؤكدا أن الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش حر في تحديد وضبط برنامج التحضيرات الذي يراه مناسبا ل "الخضر"، وما عليه سوى تحمل مسؤولية قائلا :"الناخب الوطني حر في تحديد وضبط برنامج علمه وعليه أن يكون على قدر المسؤولية لأن مشوار المنتخب الوطني في المونديال مرهون بمدى نجاحه ببرنامج العمل الذي سطره" زهير جلول: سلوفينيا منتخب محترم لكن ليس مناسبا للتحضير للمونديال ورغم أنه وصف المنتخب السلوفيني بالمنتخب المحترم، بعدما أعد محاسنه، خاصة من الجانب الفني بعدما سبق وأن واجههم "الخضر" في مونديال 2010، إلا أن المدرب زهير جلول، ومساعد الشيخ سعدان سابقا، أكد أنه تفاجأ لاختيار ملاقاة سلوفينيا وديا، مؤكدا أن هذا الأخير ليس مناسبا للتحضير للنهائيات، سيما وأن "الفاف" تتطلع إلى بولوغ الدور الثاني، وهو ما لن يتحقق حسبه سوى بالتباري وديا أمام منتخبات قوية. لخضر بريش : المونديال يتطلب لعب لقاءات ودية كبيرة والخضر لن يستفيدوا شيئا من مواجهته وديا" وبدوره لم يتوان لخضر بريش صحفي قناة الجزيرة، في إبداء استغرابه الشديد لفكرة التباري وديا أمام المنتخب السلوفيني، مؤكدا أنه الجميع كان يتوقع برمجة لقاء ودي أمام منتخب عالمي متأهل للمونديال، لكن القائمين على شؤون الإتحاد خالفوا كل الترشيحات التي كانت تصب في خانة مواجهة المنتخب البرتغالي، مضيفا أن التحضير الجيد للمونديال يتطلب لعب لقاءات ودية أمام منتخبات كبيرة أو على الأقل منتخب متأهل للمونديال، حتى يكون اختبارا جيدا للاعبين، ومقياس فعلي للمنتخب، مستبعدا أن يستفيد "الخضر" من مواجهة سلوفينا، بما أن الوجه الحقيقي للمنتخب الوطني لن يظهر أمام منتخب عجز في التأهل رغم المجموعة السهلة التي وقع فيها في التصفيات الخاصة بمنطقة أوروبا. محمد شعيب: الفاف وقعت في خطأ كبير وحليلوزيتش لا يثق في لاعبيه أما الدولي السابق محمد شعيب، فإنه رفع مسؤولية اختيار سلوفينيا عن الناخب الوطني، وأكد أن كل المسؤولية تقع على عاتق مسؤولي الإتحادية الجزائرية الذين استغرب كيفية تفكيرهم، بالموافقة على التباري وديا أمام منتخب لم يتأهل للمونديال، موضحا أن الإشكال ليس في التراجع الحاد لمستوى المنتخب السلوفيني فقط، وإنما في طريقة لعبه التي لا تشبه أي منتخب من المنتخبات التي سيواجهها "الخضر" في المونديال، ناهيك على أن اللقاء وديا مما يجعل لاعبو المنتخب السلوفيني يأتون للجزائر بغرض السياحة لا غير، قبل أن يفتح قوس للتساؤل حول ما إذا كان الناخب الوطني يثق في لاعبيه بعدما تحاشى فكرة التباري وديا أمام المنتخب البرتغالي، مضيفا أن "الفاف" وقعت في خطأ كبير وضيعت موعد هام، كان يجب استغلاله جيدا في ظل قلة تواريخ "الفيفا".