ينتظر خلال الساعات القليلة القادمة الإعلان عن ميلاد التنسيقية الوطنية للشخصيات والإطارات المساندة للمرشح للرئاسيات القادمة علي بن فليس ستجمع بين عديد التيارات السياسية والشخصيات الوطنية وإطارات مدنية وعسكرية، حيث كشف عز الدين جرافة في حديث ل "السلام" بأن رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس قد حظي أخيرا بالتوافق بين مجموعة من الأحزاب الوطنية من كل الأطياف، وكذا شخصيات الوطنية وإطارات مدنية وعسكرية التي تنتمي لعديد التيارات بما فيها الإسلامية منها. وأفاد المتحدث أن اسم بن فليس حظي بالإجماع لدى عديد الأطراف المكونة من عدد من الشخصيات الوطنية والأساتذة والنواب والوزراء، وعدد من فعاليات المجتمع المدني، وحتى من قبل إطارات سامية من المؤسسة العسكرية، التي ستعلن خلال الساعات المقبلة عن دعمها لبن فليس في الانتخابات الرئاسية القادمة. ويقول عز الدين جرافة المنسق السابق لما يعرف بمبادرة توحيد صفوف الإسلاميين بالجزائر أن توجه بعض أحزاب التيار الإسلامي بالجزائر إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية القادمة وتحول الخطابات التي تطلقها إلى خطابات تيئييس يعد بمثابة الفعل السلبي الذي لا يخدم لا التيار الإسلامي ولا الشعب ولا الدولة، معتبرا أن هذا الوضع سيساهم في ترك البلاد على ما هي عليه. واعتبر جرافة أن تغييب مرشح باسم التيار الإسلامي في هذه الانتخابات لا يعني فشل التيار الإسلامي، من منطلق أن موضوع الرئاسيات موعد يختلف عن الاستحقاقات الأخرى، ويجعل التحرك من خلاله يأتي على مستوى أوسع من التيار الاسلامي، ويتطلب مشاركة من مختلف الفعاليات السياسية وكذا من المجتمع المدني. وحول إشكالية إعلان أحزاب مختلفة عن مقاطعتها للرئاسيات المقبلة اعتبر جرافة أن قرار الأحزاب التي تنتمي إلى التيار الإسلامي بمقاطعة الانتخابات ووجود مرشح باسم السلطة تخادع وتغالط الرأي العام، وتساهم في إضفاء المزيد من الضبابية على المشهد السياسي بالبلاد، مضيفا أن عبارة "مرشح السلطة" غير موجودة بالدستور الجزائري، وأن المقاطعة لا تخدم حسبه سوى أصحاب المشاريع الوهمية. أما نائب مجلس الشورى لحركة حمس نعمان لعور فصرح ل "السلام" أن غياب مرشح باسم التيار الإسلامي في هذه الرئاسيات لا يعني توقف العمل في إطار السعي إلى تحقيق إصلاحات حقيقي بالبلاد، مضيفا أن حركة مجتمع السلم توصلت بعد مسار طويل وعدة تجارب إلى أن الفرصة للتغيير غير موجودة، وأن منصب رئيس الجمهورية يأتي بالتعيين لا بالانتخاب، مما يجعل المشاركة في هذه الاستحقاقات قضية شكلية وضياع للوقت والجهد والمال، يمكن أن يتم استغلاله قي أمور مستقبلية تهم التيار الاسلامي، متوقعا أن تكون المقاطعة لهذه اللعبة السياسية المغلوقة واسعة. في حين يقول المكلف بالاعلام على مستوى جبهة التغيير إدريس ربوح ل "السلام"، إن الحركة الإسلامية بالجزائر خاضت أشكال عديدة من الممارسة السياسية بالجزائر مند عهد الشيخ محفوظ نحناح صاحب المدرسة التي تحرص على المشاركة، وأن جبهة التغيير تواصل على نهج الشيخ، إلا أنها تتخذ شكلا جديدا من أشكال المشاركة خلال هده الاستحقاقات بالنظر إلى الظرف الوطني والإقليمي الذي يستدعي تحقيق توافق بين مختلف التيارات، وأن هذا لا يعني غياب إطارات وكفاءات إسلامية قادرة على الترشح لمنصب الرئيس، ولا يعني تغييب التيار الإسلامي أوفشله. في حين يحمل رئيس حركة النهضة محمد ذويبي مسؤولية احتمال مقاطعة الرئاسيات من قبل أحزاب التيار الإسلامي لعدم توفر أجواء النزاهة الانتخابية وشروط تنظيم انتخابات حرة وديمقراطية، معتبرا أن غياب إرادة للتحول الديمقراطي والتداول على السلطة، تجعل من الخروج بمرشح موحد سواء لأحزاب التيار الاسلامي أوالتيارات الأخرى أمر غير منطقي.