منسق مبادرة التحالف الإسلامي، عز الدين جرافة، في ضيافة ” منتدى البلاد” زعماء التكتل أخطأوا التقدير ..ووقعوا في فخ تخويف السلطة من فوز الإسلاميين اعترف عز الدين جرافة، منسق مبادارة التحالف الإسلامي، بارتكاب قادة "تكتل الجزائر الخضراء" أخطاء وهم يديرون الحملة الانتخابية لتشريعيات ماي الماضي، ونفى أن تكون هذه الأخطاء محصورة في مسألة التوقعات والتقديرات فقط وإن لم يفصل في مسألة التقديرات التي أثارت آنذاك جدلا. غير أن ما سماه جرافة خطأ في التقديرات هو إشارة الى استباق قادة التكتل النتائج الانتخابية وإعلانهم حتمية الفوز المسبق بنتائج التشريعيات قبل أن يقول الصندوق الانتخابي "الكلمة الفصل"، وهو ما يفسر إلى حد كبير ردة فعل قادة التكتل عقب الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات حيت طعنوا فيها بالتزوير. وفيما نفى جرافة أن تكون الأخطاء المرتكبة من هؤلاء القادة عن نية مبيتة وأنها متفاوتة من زعيم إلى آخر، إلا أن المتحدث جزم بأن قادة "تكتل الجزائر الخضراء" ساهموا بخطابهم في الحملة الانتخابية في تكريس سياسة التخويف من الإسلاميين التي انتهجتها السلطة رغم تحذيرنا من ذلك، يقول منسق مبادرة التحالف الإسلامي الذي اتهم السلطة بنصبها ما سماه فخ التخويف من "تكتل الجزائر الخضراء" وإيهام الرأي العام الوطني بأن فوز الإسلاميين في الانتخابات يعني تكرار فوضى ما حدث عقب فوز الحزب المحل بأولى انتخابات تشريعية متعددة سنة 91 في الجزائر. كما أكد جرافة أن مسألة التخويف من الإسلاميين كان مخططا له، وأن حيازة قادة التكتل على أدلة تثبت ذلك غير أنه فضل عدم الخوض فيها. كما نفى أن يكون بعض قادة التكتل صرحوا بأن عدم فوز الأحزاب الثلاثة بالانتخابات يعني بالضرورة أنها مزورة، معتبرا أن هذه التصريحات إن ثبتت لم تكن تعبر عن وجهة نظر التكتل. كما كشف القيادي في حركة النهضة والنائب السابق في البرلمان أن التكتل لم يكن له ناطق رسمي في الانتخابات الماضية وهذا على خلاف ما كان متعارفا عليه على الأقل إعلاميا وسياسيا، فضلا عن عدم ورود ما يصحح التصريحات الكثيرة التي صدرت آنذاك من قادة التكتل أو حواشيهم والتي كانت كلها تصب أحيانا في معنى حتمية فوز قوائم "تكتل الجزائر الخضراء" بالأغلبية في الانتخابات التشريعية الماضية، ما يفسر حديث بعض قادة التكتل آنذاك عن الأسماء المرشحة لرئاسة البرلمان والحكومة رغم الاستحالة الدستورية. وقال جرافة إن قادة التكتل قد أجروا تقييما موضوعيا للعملية الانتخابية لتشريعيات ماي الماضي فتبين أن الإيجابيات كانت أكثر من السلبيات. وأكد أنه كتب عن أخطاء التكتل بالتفصيل وسيكشف ذلك للرأي العام في شكل كتاب دون يقر ضيف "البلاد" بأن إيجابيات التحالف، خاصة في بعدها الإستراتيجي، كانت أكثر من سلبياته. محمد سلطاني العوائق النفسية أكبر تحديات المسعى التحالف الإسلامي يشرع في رحلة البحث عن مرشح للرئاسيات أكد عز الدين جرافة، منسق مبادرة التحالف الإسلامي، أن ثمة مساعي قائمة للعمل على توحيد مواقف الإسلاميين في الجزائر حول مرشح واحد لرئاسيات 2014، وإن أكد المتحدث أن المشروع غير محصور في 2014، نافيا أن تكون مبادرة التحالف الإسلامي مجرد آلة انتخابية، مؤكدا في السياق ذاته على عمقها وأبعادها الاستراتيجيين، ما يجعل من المبادرة يقول جرافة أكبر من اختصارها في التنافس الانتخابي. ضيف "منتدى البلاد" وإن لم يقف مطولا عند رئاسيات 2014، ولم يكشف الأسماء المرشحة لتكون فارس رهان الإسلاميين لرئاسيات 2014، تحدث عن العقبات التي تواجهها مبادرة التنسيق والتحالف الإسلامي على مستوى الأفراد والجماعات، بما يوحي بأن مشروع تجميع الإسلاميين وراء مرشح واحد للرئاسيات المقبلة أقرب إلى المستحيل منه إلى الممكن، خاصة في ظل تعدد الأسماء وأهمها الشيخ عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية الذي يحصي في حوزته تجربتين مع الانتخابات الرئاسية، يليه الدكتور جهيد يونسي، الرجل الثاني في حركة الاصلاح الذي شارك في رئاسيات 2009، وأخيرا رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني الذي لم يعد ينقصه في “مساره السياسي” إلا شهادة مرشح سابق للرئاسيات، ولا يستبعد أن يكون شيخ حمس متحمسا لخوض تجربة المنافسة على منصب القاضي الأول في البلاد وإن كان ذلك صعبا ليس فقط في صفوف حركة الراحل محفوظ نحناح، بل حتى في صفوف التكتل ذاته لكثرة الطلب مقارنة بالعرض، حيث سيتنافس سلطاني وجهيد على مقعد واحد ووحيد. ورغم أن هذا الأخير بحوزته تجربة واحدة، إلا أن انتشار حزبه مقارنة بحمس يحول دون التفاف قواعد هذه الأخيرة حول جهيد بحكم صعوبة إقناعهم بذلك إذا تم الاتفاق على ترشيحه. وتظهر صعوبة لم شمل الإسلاميين وراء مرشح واحد، حسب جرافة، في تصريحات لبعض الزعامات الذين يقولون له في الدورات التبشيرية بمبادرة التحالف الإسلامي إن وجود فلان وعلان فيه يمنعهم من الالتحاق به، وهو ما يعني أن الأزمة نفسية أكثر وذاتية أكثر منها موضوعية، ما جعل جرافة يقول إن أصحاب المبادرة يتنازلون عن شعار تكتل الجزائر الخضراء وقد يكون ذلك في المحليات المقبلة، وذلك تلميحا من جرافة إلى أن المبادرة أوسع من التكتل وقد تشهد هذه الأخيرة تغييرا في تركيباتها. م. س أوضح أن التنديد بالتزوير لا يستلزم المقاطعة.. جرافة يصرح: سندخل الانتخابات لكشف ألاعيب السلطة.. وليس لتزكيتها عبد الحميد عثماني لم ير عز الدين جرافة في "الربط التلقائي" بين التنديد بتزوير الانتخابات التشريعية الماضية، ثم الإصرار على المشاركة في محليات نوفمبر المقبل، أي تناقض في موقف تكتل الجزائر الخصراء من الانتخابات المحلية المقبلة وقال جرافة في هذا الصدد: "الشيء الذي لا يستسيغه البعض، إذا كان هناك تزوير فلماذا الذهاب إلى الصندوق"، قبل أن يجيب هؤلاء موضّحا الموقف بالقول "نحن بالنسبة إلينا في التحالف الإسلامي كل حزب سياسي عليه أن يؤمن بأن التغيير يحتاج إلى النضال الدائم، وليس أمامه إلا الطريق السياسي وفي مقدمته المشاركة في الانتخابات"، وأضاف مشددا في نفس السياق على أن مشاركة التكتل لا تعني تزكية النظام، "بل نحن نعمل على تغييره، وسندخل المنافسة لنكشف من جديد كل الألاعيب". كما برّر جرافة موقف رفقائه، معربا عن أمله في أن لا يتكرر التزوير، لأنه ليس ليس أمام الطبقة السياسية إلا السبيل الحضاري، على حد تعبيره. وأقر منسق ما عرف بمبادرة التحالف الإسلامي بشجب "تكتل الجزائر الخضراء" للتزوير، بل اعتبره مصادرة لإرادة الشعب، إذ يذكر بهذا الصدد "لم نجد عناء كبيرا في توضيح الأمر للناخبين، لأن المواطن عاش المرحلة بتفاصيلها، وربما كانت معلوماته أكثر من بعض السياسيين"، على حد قوله، مضيفا أن أعضاء من اللجنة المستقلة وحتى الملاحظين الدوليين شهدوا على ذلك، ومن ثمة "لم يكن كلامنا عن جرائم التزوير تجنيّا على السلطة، بل هو فضح جزئي لجريمتها الانتخابية ضد الوطن"، على حد وصفه، قبل أن يستهجن الأمر بلهجة شديدة قائلا: "أن من ساهم في قتل الأمل الذي تعلقت به جموع المواطنين ومن فعلوا ذلك لا صلة لهم بالجزائر، وقد خدموا أجندة أجنبية، خاصة أنه جاء في ظروف سياسية وإقليمية ودولية لا تسمح لأي فرد يملك ذرة إيمان من حب الوطن أن يقبل على مثل هذه المغامرة المجنونة"، حسب وصفه. وأوضح جرافة الذي نزل ضيفا على منتدى "البلاد"، أن التزوير بالنسبة لأحزاب التكتل: حمس والنهضة والإصلاح، كان فاضحا، نوعيا ومدروسا، حيث أخذ عدة مراحل، وسبقه تخويف الناس من العودة إلى حقبة التسعينات، للإيحاء أن فوز الإسلاميين يستلزم بالضرورة فوضى أمنية وسياسية، وهذا كله عكس حملة مسعورة لم يسبق لها مثيل، مثلما قال المتحدث، وعليه فإن التزوير حسب جرافة بدأ قبليّا وتضاعف أثناء العملية الانتخابية واستمر بعد إعلان النتائج، لدرجة أن بعضها أعلنت قبل تسليم المحاضر، ولدينا أدلة قاطعة على ذلك، مثلما شدد ضيف المنتدى، والذي كشف بالمناسبة أن هناك كتاب سيصدره "تحالف الجزائر الخضراء" حول هذا الموضوع، "سوف يفضح كل الألاعيب التي قامت بها السلطة أو بعض أطرافها حتى لا نتهم الجميع"، مثلما صرح الرجل. العمل المستقبلي سيكون مع المجتمع المدني كشف منسق مبادرة التحالف الإسلامي، عن وجود عمل أسبوعي وشهري يستهدف المجتمع المدني أكثر من الأحزاب، لأنها برأيه أهمّ وهي الأصل الذي تنهل منه كل الأحزاب مناضليها. كما أن أحزاب التيار الإسلامي مكونة في الغالب من أئمة ودعاة وقيادات وناشطين سياسيين، ليسوا مهيكلين بالضرورة في أحزاب حالية، ثم أن الوعاء الإسلامي أوسع بكثير من الأحزاب القائمة مجتمعة، إذ أنها لن تستطيع أن تستقطب كل أنصار التيار الإسلامي لأسباب عديدة يعرفها الناس عموما، على حد تعبيره. لكن عز الدين جرافة نفى نفيا قاطعا بهذا الصدد أن تكون هناك نية لتجاوز الزعامات الحزبية القائمة، إنما هو نضال وانفتاح على المجتمع الواسع، على حد قوله. وكشف في ذات السياق أنهم يتلقون اتصالات كثيرة من قيادات تابعة للشيخ جاب الله، ترغب في الترشح للانتخابات ضمن قوائم التكتل مثلا، مع تأكيده على أن المبادرة لم تقدم دعوة لانخراط البعض في أحزاب التكتل، بل الفكرة الأساسية هي تجميع القوى المبعثرة مع الحفاظ على الهياكل الموجودة. وأوضح بهذا الشأن أن فتح قوائم الترشح سيكون حسب الهدف العام، أي أن يترشح المناضل مع "التكتل الإسلامي" وليس مع حركة حمس أو النهضة أو الإصلاح، رغم أن هذا الأمر يقول جرافة سيتطور مع المستقبل، ويمكن أن يغير البعض قناعاته، لكن فكرة العمل مع المجتمع المدني لا تستهدف إفراغ الأحزاب الأخرى من مناضليها، " وقد تقدمت منا قيادات كبيرة من رفاق الشيخ جاب الله للالتحاق معنا في التكتل وطلبنا منهم أن يتريثوا، حتى لا يفهم خطأ أننا نريد أن نزعزع الأحزاب الإسلامية"، مثلما يؤكد ضيف منتدى "البلاد". عثماني. ح التحالف الإسلامي أكبر من تكتل "الجزائر الخضراء" أشار عز الدين جرافة إلى أن مبادرة التكتل الإسلامي مشروع استراتيجي لا علاقة له بالانتخابات والمقاعد والمناصب ولا بالمشاركة أو المعارضة، مشددا على أنه رؤية عامة تندرج ضمن ضرورة التوحد لمواجهة تحديات كبيرة جدا تتجاوز أي حزب على حدة. وأوضح ضيف منتدى "البلاد"، أنهم في المبادرة وجهوا هذه الرسالة لقادة تكتل الجزائر الخضراء، كما أبلغوها لعبد الله جاب الله وعبد المجيد مناصرة. وكشف المتحدث بالمناسبة، أن اللقاءات والاتصالات ما تزال قائمة ومستمرة، "لأن التكتل لم ينشأ من أجل حصد العدد الأكبر من المقاعد فقط، رغم أن النجاح هو هدف العمل الحزبي، لكنه ليس هو الهدف الأساسي"، مثلما يقول جرافة، والذي أضاف بهذا الصدد، بل كان رؤية لضرورة تقريب القوى المتقاربة حتى مع الوطنيين المحافظين في مسألة المرجعية الإسلامية، حيث دعونا الآخرين إلى المبادرة بنفس الشيء. وقال منسق التحالف الإسلامي، تعليقا على ميلاد أحزاب إسلامية أخرى، أن ظهور تشكيلات جديدة في المراحل الانتقالية شيء جميل، لكن الوقت ليس ملائما في الجزائر، لأن جو الحرية غير متاح لطرح الأفكار والبرامج والتوجهات والقناعات، وبالتالي مثلما يرى جرافة فالإشكال ليس في عدد الأحزاب، لكن في مناخ السياسي والإعلامي الذي يسمح بإبراز الكفاءات والخيارات والاتجاهات المتقاربة في المرجعية والمنطلقات والمواقف، لذا وجب أن لا تبقى الرؤية الإستراتيجية مبعثرة، بل حان الوقت للتوحد والتجمع في إطار عائلة أو قطب أو تكتل، يضيف المتحدث، مشددا على أن المبادرة منفتحة على الجميع، وكشف بالمناسبة عن لقائه شخصيا بالوزير عمر غول، دون أن يفصح عن فحوى الاجتماع. عثماني. ح المقاطعة المطروحة في الجزائر سلبية وتخدم أجندة السلطة وصف عز الدين جرافة الدعوة إلى المقاطعة الانتخابية بالموقف السلبي، لأن الاحتجاج بأنه مادامت الانتخابات مزورة فلا نذهب إلى الانتخابات، منطق خاطئ، حسب قوله، موضحا رأيه بالقول: "ربما يحق للمواطن العادي أن يعبر بهذه الطريقة، أما الأحزاب فيجب أن تبحث عن البدائل والحلول"، ليخلص ضيف منتدى "البلاد" إلى أن المقاطعة بشكلها المطروح في الجزائر لحد الآن، تبقى سلبية، لا تقدم ولا تؤخر شيئا، بل تخدم النظام، لأنه في ظل المقاطعة لن يضطر إلى التزوير، في حين تفضحه المشاركة، خاصة الواسعة منها"، على حد تعبيره. لكن المتحدث عاد ليستدرك حكمه الأول، معلنا أن المقاطعة تبقى خيارا واردا، إذا كانت تخدم هدف التغيير العام، فهي وسيلة من الوسائل شرط أن تكون واضحة وفاعلة ضمن خطة وطنية شاملة، وفق برنامج محدد ومنهجي، تخرج إلى الشارع لتعبّر عنه وتجسده، حينها يقول جرافة ليس مستبعدا حتى لدى التكتل الإسلامي اللجوء إلى هذا الموقف البديل. وكشف بالمناسبة، أن التحالف سعى مع بعض الأحزاب لإمكانية دراسة أسلوب المقاطعة أو التوصل إلى شيء من هذا القبيل، دون أن يفصح الرجل عن أسباب الفشل في ذلك. ورد ضيف منتدى "البلاد" على تصريحات بعض زعماء الأحزاب، ممن طالبوا بواجب الانسجام بين الموقف من نتائج الانتخابات والمشاركة فيها، معلقا على ذلك بالتأكيد على أن كل الانتخابات التعددية كانت مزورة منذ 1992 وليس اليوم، معتبرا أن كافة المحطات كانت مزورة بنسب متفاوتة حسب الظروف والمخاطر التي تحيط بالنظام في أي مرحلة من المراحل، وفق تقييم المتحدث، حيث صرح "أن رئاسيات 95 فاز بها الشيخ محفوظ نحناح بنسبة عالية، وتم الالتفاف عليها بحجة أن الظروف لا تسمح، ثم تشريعيات 97 فاز بها الإسلاميون بأغلبية ساحقة، فاقت لدى النهضة 90 مقعدا وحمس 120 مقعدا، بمعنى أنهما شكلتا الأغلبية، وقد أثبتت لجنة التحقيق البرلمانية التزوير". ورغم كل هذا يقول المتحدث جاءت الانتخابات اللاحقة في إشارة إلى محطات (1999 و2002 و2004) وشارك فيها الشيخ عبد الله جاب الله وغيره من الطبقة السياسية، "إذن فما الفرق بين هذه المواعيد"، يتساءل جرافة، وبالتالي جدد ضيف "البلاد" قوله بأن الحديث عن التزوير لا يعني بالضرورة المقاطعة، فليس هناك علاقة شرطية بينهما، حسب رأيه. وأضاف المتحدث باسم المبادرة الإسلامية في نفس السياق، أن بعض الأحزاب والقوى السياسية حينما تواجه ظروفا داخلية وأسباب ضعف وعدم قدرة على المنافسة أو مقاومة التزوير، تلجأ إلى الحل السهل وهو المقاطعة، وهنا مثلما يرى جرافة يستوي الحزب السياسي مع سلوك المواطن، معتبرا أن الحلول السهلة هي أسوء الحلول، "حيث يزول الفرق بينه وبين المواطن البسيط"، مثلما يؤكد ضيف "البلاد"، قبل أن يوجه رسالة لأنصار المقاطعة قائلا: "لكن مع الأسف، حينما يقاطع الشعب فهو الخاسر، لأن الأمور لن تتغير أبدا بتلك الصيغة، ولم يحدث في التاريخ أن غير هذا الأسلوب من الواقع، اللهم إذا كانت المقاطعة في إطار برنامج سياسي لا ينتهي عند حدود إعلانها الإعلامي". عثماني عبد الحميد نبهنا قادة التكتل إلى ضرورة الإقلاع عن الصراعات مع الغير أقر عز الدين جرافة، منسق مبادرة التحالف الإسلامي، عن دخول قادة التكتل في متاهة الصراعات مع الغير، ولمّح في منتدى "البلا" إلى إفرازات ما شهده البيت الحمساوي بعد الانتخابات التشريعية من وقوع تجاوزات من بعض قيادات التكتل، دون أن يكشف عن أسمائهم. وقال جرافة إنه نبه في اللقاءات الرسمية لمبادرة التحالف الإسلامي، إلى ضرورة الابتعاد عن الصراعات في إشارة إلى ضرورة تفادي الخوض في التصريحات والتصريحات المضادة. كما عبر جرافة عن رأيه في ميلاد بعض الأحزاب السياسية وخاصة "تجمع أمل الجزائر" بقيادة الوزير عمار غول بعدما غادر حركة مجتمع السلم، إلا أنه عاد ليؤكد أن الأصل ترك ما حدث في دائرة الاجتهاد السياسي تلميحا منه إلى ضرورة الابتعاد عن منطق محمد يقتل أصحابه. م س جرافة: قيادات الفيس وعدت بالدعوة إلى التصويت على قائمة التكتل دعا عز الدين جرافة أنصار الفيس وقياداته إلى تجاوز العقبات النفسية والهياكل الميتة، دون أن يمنعه ذلك من التأكيد على أن دعوته لأنصار الفيس والمتعاطفين معه ليست دعوة لجلد الذات. وقال جرافة إن اتصالات كثيرة جرت مع قيادات من الحزب المحظور دون أن يكشف عنها، وأن هؤلاء أكدوا له أنهم إن لم يقاطعوا الانتخابات فسوف يدعون للتصويت على تكتل الجزائر الخضراء. وعاد جرافة للحديث عن واقع الحزب المحل، مؤكدا أن قواعد الحزب المحل أكثر تجاوبا مع مبادرة التحالف الإسلامي من القيادات، دون ان يكشف عن الأسماء المعنية. فيما اعتبر منسق مبادرة التحالف الإسلامي أن الحزب المحظور كهيأة قانونية لم يعد له وجود. غير أن جرافة شدد على التأكيد على أن أبناء هذا الحزب أو أتباعه أو المتعاطفين والمؤيدين، مواطنون جزائريون كاملي الحقوق لا يجوز أن تسلب منهم حقوقهم. م. س التكتلات السياسية هي الحل نحو التغيير شدد عز الدين جرافة على أن عملية التغيير تحتاج إلى تجميع طاقات والتقاء القوى السياسية وعناصر القوة الاجتماعية لمواجهة الأدوات المضادة التي يوظفها النظام، على حد قوله، وقال منسق مبادرة التحالف الإسلامي بهذا الصدد: "لو تكتل الناس ليس فقط الإسلاميين، بل جميع الاتجاهات السياسية سوف تحدث نقلة نوعية في قوة المعارضة تنتج حراكا سياسيا يؤدي إلى تفاعل الشعب، حيث يخرج إلى الانتخابات، وحينها لن تستطيع أي قوة أن تزور عليه الانتخابات". وعاد ضيف منتدى "البلاد" إلى تشريعيات 10 ماي الأخيرة ليضيف "لو خرج 12 مليون جزائري للتصويت في المرة الماضية، لم يكن بمقدور أحد أن يزور عليهم، حتى لو اجتمعت الإنس والجن"، على حد وصفه، قبل أن يجدد تحذيراته السابقة بالقول "لذا قلنا مرارا إن المقاطعة لا تخدم إلا النظام". وكشف بالمناسبة أنه تناقش في هذه المسألة مع قيادات الفيس، رافضا المنطق الذي يردده بعض المنهزمين – حسب وصفه- ممن يلوكون شعار "نفس المقدمات تؤدي دوما إلى نفس النتائج"، لأن القضية لدى جرافة تتعلق بواجب النضال وسنة التدافع. وأضاف ضيف "المنتدى" في ذات السياق، أن تعدد قوائم الترشيحات لن يخدم إلا النظام، قبل أن يوضح رؤيته بهذا الشأن قائلا: "نحن مع تكريس التعددية، لكن في الوقت الحالي نرى أن معركة الجزائر ليست تدافع على المناصب والمواقع، بل هي تحدي لتغيير نظام حكم"، على حد تعبيره، وهذه المسؤولية لن يستطيع حزب بل حتى تيار سياسي أن ينجزها بمفرده، بل يستوجب ذلك توحيد القوى والقوائم، حسب عز الدين جرافة. وأبدى المتحدث تفاؤله بتحقق هذه التحالفات ونجاحها في المستقبل، انطلاقا من تجربة التكتل الإسلامي، والتي كانت مميزة حسبه رغم الظروف التي رافقت ميلادها، حيث برهنت أن الشعب الجزائري يمكن أن يتجمع ضمن "عائلة واحدة" من أربعة أو خمسة أحزاب، ومن ثمة وجب أن تلتقي الأحزاب في إطار عائلات كبيرة، إذ سيدفع ذلك بالشعب الجزائري للمشاركة السياسية، لأنه سيستعيد ثقته في رجال السياسة ويحدوه الأمل في صناعة التحول، على حد تعبيره.