شيعت جنازة بابا وإسماعيل عز الدين، الذي يعد الضحية الثالثة في أحداث المنطقة صبيحة أمس الجمعة، بمقبرة الشيخ بابا السعد في غرداية ولفظ الشاب المدعو بهدي بشير بن عيسى أنفاسه الأخيرة، أول أمس الخميس في عيادة الواحات بغرداية، ليكون الضحية الرابعة منذ اندلاع شرارة الصراع بين السنة والاباضية في نوفمبر الماضي بدائرة القرارة المجاورة. وحسب مصادر أمنية، كثرت إعلانات البحث عن مفقودين بغرداية مع تواصل الاشتباكات بين أبناء المنطقة، حيث عثر عشية أول أمس بحي بن سمارة على جثة هامدة لشخص ذهب ضحية الاشتباكات غرداية، موازاة مع نقل جثة تعود لشخص في الثلاثينيات من العمر وغير محدد الهوية إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى غرداية ليصل عدد ضحايا المناوشات التي تشهدها غرداية منذ ديسمبر إلى أربعة أشخاص. وأكد الطيب بلعيز، وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، على أن "الدولة عازمة على تطبيق قوانين الجمهورية بكل صرامة ضد أي من يمس بأمن شخص وممتلكاته"، موضحا في حديثه الذي عقب لقاء جمعه بالسلطات الولائية والمنتخبين بغرداية حول أحداث المنطقة، أن القانون سيطبق بصرامة ضد أي شخص يثبت تورطه في أحداث العنف الطائفية التي تعرفها مدينة غرداية. وأعلن المسؤول الأول على رأس قطاع الداخلية وكان مرفوقا بمسؤولي الأمن والدرك الوطنيين، عن إنشاء مركز عملياتي للأمن بغرداية يسير بالإشتراك بين الدرك والأمن الوطنيين، بهدف استتباب الأمن ووضع حد للإشتباكات المتكررة، لافتا إلى أن الدولة ستتصرف بصرامة وبإنصاف وفقا لقرارات العدالة ضد الأشرار ومثيري الشغب، ومذكرا أنه كلف من قبل الرئيس بوتفليقة بمهمة إيجاد الوسائل التي من شأنها أن تساعد على عودة الهدوء والنظام وذلك بمساهمة مختلف الفاعلين والخيرين والمجتمع المدني بهذه الولاية. وكشفت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أنها تعد ملفا شاملا حول أحداث غرداية سيوجه إلى لجنة حقوق الإنسان بهيئة الأممالمتحدة. وعبرت الرابطة، في بيان لها، عن قلقها اتجاه تعفن الأوضاع بالمنطقة خاصة عقب وفاة أحد شباب المنطقة الثلاثاء المنصرم، والذي تزامن وتأكيد وزير الداخلية الطيب بلعيز مباشرة تطبيق قوانين الجمهورية اتجاه موجات العنف المفتعلة التي تحاول زعزعة استقرار المنطقة وتأجيجها بين المذهبين المالكي والاباضي.