استقبلت الجزائر عقب ثورات الربيع العربي، وحتى قبلها، عددا من مثقفي البلدان العربية الشقيقة، بمن فيهم مؤلفون وكتابا، أخذوا ينشرون إنتاجات أدبية، فكرية ودينية.. موجهة إلى عموم القراء، وفئة الأطفال بشكل خاص، رغم منع القانون ممارستهم أي نشاط ثقافي أو سياسي أو حتى اجتماعي.. متجاوزين الأمر إلى إنشاء دور نشر تحت غطاء الشراكة مع جزائريين . وحول مدى خطورة هذا الوضع، قال بومدين بوزيد إن «أغلب العرب الموجودين في الجزائر، يؤسسون دور النشر باسم زوجاتهم الجزائريات أو أصدقاء لهم، نتيجة منع القانون تأسيسهم إياها، كما أننا نتميز بخصوصية في مجال نشاط الأجانب، حيث أن أغلب اللاجئين العرب جاؤوا من فلسطين، ونحن لا نمنع نشاطهم في الدفاع عن قضيتهم، شأنهم شأن الصحراويين»، ما أعطى نوعا من السهولة والمرونة في نشاطهم «لكن أن يتحول هذا الفار من جحيم ما يسمى بالانفجار أو التغيير العربي، إلى مبشر مذهبي أو طائفي فعلى الدولة أن تنتبه وتأخذ احتياطاتها». ووصف أحمد ماضي المشكل ب«العويص»، مطالبا بعدم استغلال كرم الجزائر المعروف في تمرير أفكار ورسائل ما كانت لتعرف طريقها إلى النور لو أن نقابة الناشرين تمكنت من القيام بدورها، دون تهميشها أو إقصائها من طرف الجهات المسؤولة، «لاحظت أن الأجانب أنشأوا دور نشر بالشراكة مع الجزائريين، لسنا ضد نشاطهم العادي، بل ضد ترويجهم لما يمُس بثوابتنا الوطنية وقيمنا ومذهبنا الديني.. ولست أتكلم عن وزيرة الثقافة الجديدة التي أثق بها نتيجة انتمائها إلى الحقل الثقافي، بل عن سابقتها التي همشت وأقصت النقابة». أما حسان بن نعمان فيرى أن صفة اللاجئ صفة قانونية تفرض على المستفيد منها شروطا معينة للإقامة في البلد الذي استقبله، ويجب عليه احترام كرم ضيافة الجزائر بعدم التعدي على تلك القوانين، مشيرا إلى أن الفكر والإبداع لا يعترف بالحدود الجغرافية، فالجزائريون ينشرون في بلدان عديدة كما ينشر نظراءهم من هذه البلدان في الجزائر، دون أن تثار مشاكل حول هذا الموضوع. وقال إن «المساس بثوابتنا الوطنية أمر جد خطير، وجبت محاربته وردعه والحد من استفحاله مستقبلا، والأطراف التي بإمكانها المساهمة في إنجاح هذه المهمة كثيرة وأولها، المواطن الواجب عليه تغيير أي منكر يراه، من خلال تحليه بالوعي الكفيل بتمكينه من اختيار أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter