بالرغم من أن رئيس الاتحادية الفرنسية لكرة القدم "نويل لوغاري" أكد خلال فترة المونديال البرازيلي الأخير الذي شهد مشاركة المنتخبين الوطني الجزائري ونظيره الفرنسي، عن رغبته الكبيرة في إقامة مباراة ودية بين المنتخبين الجزائري والفرنسي، مبديا حماسا شديدا لذلك، ومشيرا إلى وجود اتصالات بينه وبين محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في هذا الخصوص، لكن آخر مستجدات هذا الموضوع تؤكد استحالة إقامة هذه المواجهة قبل شهر سبتمبر 2016 ، وذلك بعدما أعلنت الاتحادية الفرنسية لكرة القدم أول أمس عبر موقعها الرسمي على الشبكة العنكبوتية، عن برمجة لقاءين وديين أخيرين أمام كل من ألمانيا يوم 13 نوفمبر في إعادة كربونية لمواجهة ربع نهائي المونديال الأخير التي آلت نتيجتها لصالح الماكينات بهدف دون مقابل، أما اللقاء الثاني والأخير للديكة فقد برمجت في ال17 من نفس الشهر أمام انجلترا. 11 مباراة كاملة للديكة تحضيرا للأورو والخضر خارج الأجندة هذا وتجدر الإشارة إلى أن موعدي ال13 وال17 من شهر نوفمبر 2015 ليس الفرصة الوحيدة لإقامة ودية بين الخضر والديكة، على اعتبار وجود 9 تواريخ للفيفا قبل رفع الستار عن مجريات أورو 2016 الذي ستحتضنه فرنسا بداية من شهر جوان لذات السنة، لكنها كلها مملوءة، إذ سيكون فيها زملاء كريم بن زيمة على موعد مع خوض لقاءات ودية في إطار تحضيراتهم لخوض غمار أورو 2016 بما أنهم غير معنيين بمشوار التصفيات عكس باقي المنتخبات، وآخر هذه المواعيد سيكون تنقلهم إلى هولندا لمواجهة الطواحين شهر مارس، أي 3 أشهر قبل انطلاق الموعد المرتقب. لوغاري أكثر المولعين بإقامة هذه المواجهة ولكن إذا كان كثيرون يرغبون في إقامة مباراة ودية بين الخضر والديكة ف"نويل لوغاري" رئيس الاتحادية الفرنسية لكرة القدم هو أكثرهم على الإطلاق حيث أبدى الرجل الأول على رأس الكرة الفرنسية حماسا وشغفا كبيرين من إقامة هذه المباراة مؤكدا أنه سيضحي بالغالي والنفيس من أجل برمجتها في عهدته كرئيس للاتحادية الفرنسية للعبة الأكثر شعبية في العالم، لكنه وبعدما فشل في إيجاد مكان لها ضمن المواعيد ال11 السالف ذكرها، ما انجر عنه استحالة إقامة المباراة قبل شهر سبتمبر من عام 2016 ، يهدد حلم "لوغاري" الذي تكون عهدته كرئيس ل"آف.آف.آف" حينها قد انتهت، وهو ما سيسب له خيبة أمل كبيرة دون أدنى شك. المواجهة ستكون خاصة لفقير في الحالتين سواء قرر حمل ألوان المنتخب الوطني أو الفرنسي، فإن ودية المنتخب الوطني أمام نظيره الفرنسي ستكون مناسبة جد خاصة بالنسبة نبيل فقير الذي أحدث ضجة إعلامية كبيرة خلال الفترة الماضية، بخصوص هوية البلد الذي سيتقمص ألوانه مستقبلا ، ففي حال اختياره اللعب لفرنسا فإنه سيجد نفسه في مواجهة بلده الأم، بلده والده وأجداده، وفي حال اختياره اللعب للخضر سيكون مجبرا على مواجهة البلد الذي رأت فيه أعينه النور لأول مرة وترعرع فيه، وتعلم فيه فنون وأبجديات كرة القدم، وحتى في مواجهة بعض زملائه من نادي ليون في صورة لاغازيت و غوركوف. بن زيمة حالة خاصة خصوصية اللقاء لن تقتصر على نبيل فقير بل ستمتد لتشمل كريم بن زيمة الفرانكو جزائري الآخر الذي تختلف حالته كثيرا عن فقير ، بما أن خياره كان واضحا منذ البداية ، بتمثيل الألوان الفرنسية ، والغريب في أمر بن زيمة هو تعلقه الشديد بالجزائر ، حيث أكد في الكثير من المناسبات حبه الشديد لبلده الأصلي مشيرا إلى أن فرنسا تعتبر خياره الرياضي فقط وهو ما تسبب له في العديد من المشاكل مع المسؤولين والجماهير الفرنسية، ناهيك عن رفضه ترديده النشيد الفرنسي لامارسياز في كل مرة. اللقاء قد يجرى بملعب 5 جويلية بما أنه لم تكون هناك ودية بين الجزائروفرنسا قبل سبتمبر 2016 ، وبما أنه ستكون أجندة كلا المنتخبين بعد هذا التاريخ فارغة وسانحة لإقامة هذه المباراة التي يتمناها الجميع نظرا للحساسية الكبيرة الموجودة بين الشعبين، وهو ما سيتزامن مع نهاية أشغال ملعب 5 جويلية الذي سيشهد توسعة لمدرجاته خاصة في حال عدم احتضان الجزائر "كان" 2017 ، فمن الممكن جدا أن يتوصل القائمون على الكرة في البلدين إلى أرضية اتفاق تقضي بإقامة المواجهة على ملعب 5 جويلية الذي يعتبر أيقونة المنشآت الكروية في الجزائر، وهو ما سيجعل العرس عرسين للجزائريين، ويساهم في رفع نسبة الحضور الجماهيري الذي سيحطم كل الأرقام التي قد يتخيلها عقل بشري، ومنح المباراة نكهة خاصة من جهة ثانية. مباراة 2001 لازالت تحرق قلوب الجزائريين الجدير بالذكر أن آخر مواجهة جمعت المنتخبين الجزائري والفرنسي تعود إلى سنة 2001 في اللقاء الذي احتضنته الأراضي الفرنسية، ولازال راسخة في أذهان عشاق الخضر إلى يومنا هذا بما أنه لم يكمل بعدما اجتاحت الجماهير الجزائرية أرضية الميدان، في الوقت الذي كانت تشير فيه النتيجة إلى 4 1، وبالنظر إلى التطور الكبير الذي شهده المنتخب الوطني خلال السنوات الأخيرة فلا شك في أن كل محبي المنتخب الوطني يريدون تكملة المشهد في أقرب وقت ممكن، ولو أن كل المعطيات تشير إلى استحالة ذلك قبل سبتمبر 2016.