توحّد أمس سكان الجنوب لتجسيد المسيرة المليونية ضد استغلال الغاز الصخري في مدينة ورقلة، أين جددت حشود المواطنين تمسكها بمطلب التوقيف النهائي لأشغال التنقيب عن الغاز الصخري بقرار رسمي. خرج صباح أمس بمدينة ورقلة آلاف المواطنين الممثلين لجل ولايات الجنوب في مظاهرة سلمية ضد استغلال الغاز الصخرى، بمشاركة وفد ممثل لتنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، يتقدمهم كل من جيلالي سفيان، رئيس حزب جيل جديد، ومحسن بلعباس، رئيس التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية، إلى جانب محمد ذويبى، رئيس حركة النهضة، وكذا الطاهر بن بعيبش، رئيس حزب الفجر الجديد، ونور الدين بحبوح، رئيس حزب التجمع الديمقراطى الاجتماعي حيث جابت المسيرة أحياء المدينة وساحاتها العمومية قبل أن تستقر أمام مقر بلدية ورقلة، أين ألقى ممثلو التنسيقية خطابات أعربوا فيها عن تضامنهم التام مع سكان عين صالح خاصة والجنوب عامة في مطالبهم الرافضة لمشروع الغاز الصخري، داعين إياهم إلى التحلي بالعقلانية وروح المسؤولية، تفاديا لأي إنزلاقات لا تخدمهم وتضر بمصلحة البلاد، في المقابل حث وفد التنسيقية سكان الجنوب على التمسك بمطالبهم ومواصلة نضالهم إلى حين نيلها، حيث قال جيلالي سفيان في كلمة له أمام الحشود "مطالبكم شرعية ولا حرج وجرم في المطالبة بها"، من جانبه أوضح محمد ذويبي قائلا "على سكان الجنوب التوحّد والمضي قدما في هذا المسعى، ونحن مستعدون لتقديم الدعم اللازم". في السياق ذاته رفع المحتجون شعارات معارضة لاستغلال الغاز الصخري، وأخرى تطالب السلطة بالاستجابة لمطالب الشعب، على غرار " لا للغاز الصخري"، وأخرى تقول " لا شمال لا جنوبالجزائر في القلوب" و" الوحدة والسيادة من أجل إيقاف الغاز الصخري"، كما رددت الحشود المشاركة في المسيرة عبارات تعبر عن صمودهم وإصرارهم على المضي قدما في مسعاهم على غرار "انتهى زمن الخوف، انتهى زمن التصفيق ... لا رجوع لا رجوع حتى يسقط المشرع"، و" صامدون صامدون.. للغاز الصخري رافضون". هذا وأعرب جيلالي سفيان، رئيس حزب جيل جديد، في اتصال هاتفي مع "السلام" عن رضاه التام على نجاح المسيرة دون أي تجاوزات أو صدامات مع رجال الأمن، وقال " المسيرة كانت مثالية ولم تشوه بأي تدخل لوحدات الأمن"، معتبرا ذلك دليلا واضحا على بطلان حجج ومبررات الحكومة المانعة لتنظيم المسيرات، من جانبه أشاد يوسف خبابة النائب عن حركة النهضة والمشارك هو الأخر ضمن وفد التنسيقية في المسيرة بالحضور الكثيف لسكان الجنوب وتضامنهم ووحدة كلمتهم، وأفاد في تصريح ل "السلام" "تجاوب سكان الجنوب عامة وتلاحمهم دليل على الوعي الكبير الذي يتحلون به"، وقال " نجاح المسيرة المليونية في ورقلة يكشف مراوغات الحكومة طيلة السنوات الأخيرة لحرمان الشارع والمعارضة من تنظيم المسيرات والمظاهرات"، مضيفا "الجنوب رمى الكرة في ملعب الحكومة، التي باتت مجبرة على الرد والتجاوب مع الشارع في الجنوب"، هذا بعدما نقل محدثنا تذمر وسخط سكان الجنوب على الحكومة جراء إهمال الأخيرة لهم وعدم التزامها بوعودها التي أطلقتها على لسان ممثليها الذين زاروا الولاياتالجنوبية في خضّم الحملة الانتخابية للرئاسيات الأخيرة، وقال"غياب التنمية وتفشي البطالة وغياب المشاريع أبرز المشاكل التي تؤرق سكان الجنوب، وهو ما لمسناه في لقاءاتنا التي جمعتنا بهم في اليومين الأخيرين".