تعتبر ولاية عين تموشنت واحدة من المناطق السياحية الإستراتيجية التي يزخر بها هذا الوطن كونها منطقة تتميز بمناظر طبيعية خلابة و أراضي فلاحية خصبة جعلت منها كذلك منطقة فلاحية بإمتياز. عين تيموشنت تحتل موقعا جعلها مقصدا للكثير من الزوار من داخل الوطن و من خارجه، و ذلك منذ القدم و بالتحديد منذ العهد الفنيقي، حيث تتوسط ثلاث مدن من كبريات المدن الجزائرية و هي وهران على مسافة 67 كلم ، و تلمسان على بعد 72 كلم، وكذا سيدي بلعباس على مسافة 63 كلم، و الى جانب هذا فهي تتشكل من سهول تمتد على طول الشواطيء، و الجبال من الناحية الجنوبية، و مناخها متوسط رطب إلى شبه رطب. تعود نشأة المدينة و حسب العديد من المصادر إلى العهد الفنيقي الذي أقام حضارة الشمال الإفريقي منذ القرن التاسع قبل الميلاد، و كانت منطقة للحروب البونيقية، لكن أهم ما ميز تاريخ عين تموشنت هو تأسيس قبائل "المازسيل" على ترابها مملكة نوميديا الغربية - مازيسيليا - هذه القبائل التي برزت كقوة في إفريقيا منذ أواخر القرن الثالث قبل الميلاد، إلا أن تحول الملك - سيقا - الى جانب قرطاج جعل الرومان يتحالفون مع حكام نوميديا الشرقية و يطيحون بالملك - سيفاكس - سنة 94 قبل الميلاد، و الذي بقي اسيرا لدى الرومان الى غاية ان مات كما تشير الى ذلك العديد من المصادر التاريخية، لتخضع بعدها عين تموشنت الى حكم نوميديا الغربية المتحالفة مع الرومان ثم الرومان انفسهم في نهاية القرن الاول قبل الميلاد، هذا قبل ان تجتاح جيوش الويندال حوالي سنة 430 م بقيادة جانزريك و في الأخير البزنطيون الى غاية الفتوحات الإسلامية التي عرفت معها المنطقة إزدهارا و تطورا كبيرين على يد حكم المرابطين و الموحدين. و على إثر الاعتداءات التي شنها الإسبان على السواحل الجزائرية كانت عين تموشنت مسرحا لمعارك طاحنة خاضها السكان ضد الغزاة، و التي قادها الولي الصالح و غيرها من المعارك التي أرخت من طرف السيد يوسف ذي ارمبورو، و ذكرهما في تقريره لملك اسبانيا سنة 1747 ،و خلال مقاومة الاحتلال الفرنسي في عهد البطل الأمير عبد القادر، احتضنت منطقة عين تموشنت مراسم التوقيع على معاهدة تافنة الشهيرة بين الأمير عبد القادر الجزائري و الجنرال ديمشال في 20 من شهر صفر 1253 الموافق للفاتح جوان من سنة 1837 ،و بموجب هذه المعاهدة التي اقرت انتصارات الامير عبد القادر اعترفت فرنسا بالدولة الجزائرية الحرة، و الأمير سلطانا عليها. و بقي سكان المنطقة في مناصرة القادة الوطنيين الذين قدموا اليها من امثال مصالي الحاج و العربي بن مهيدي و غيرهما بالاضافة الى انجابها لأبطال مثل العقيد عثمان و الشهيدين عمور و شويرف صالح و غيرهم كما يسجل التاريخ لمنطقة عين تموشنت انها كانت السباقة الى تنظيم مظاهرات ديسمبر 1961 و ذلك في اليوم التاسع منه قبل ان تنتقل الى باقي ارجاء الوطن في الحادي عشر من نفس الشهر .