"أ.شبحة " ابنة شهيد تنحدر من قرية اغرايان بضواحي إيجر بولاية تيزي وزو كتب لها القدر أن تعيش وحيدة في بيت أهلها ،ما جعلها فريسة سهلة لمعتادي الإجرام ،عقدوا العزم على إزهاق روحها للسطو على ممتلكاتها بتاريخ 31 أكتوبر 2006، تلقت مصالح أمن دائرة بوزقان بولاية تيزي وزو بلاغا من أعيان قرية اغرايان بضواحي إيجر مفادها اكتشافهم لجثة امرأة تقطن بمفردها بمنزلها العائلي . الجثة مكبّلة وعليها آثار العنف تنقّلت مصالح الأمن فورا إلى عين المكان أين عثر على جثة هامدة تسبح في بركة من الدماء مكبّلة الأطراف بخيط كهربائي وآثار العنف والتعذيب بادية على جسدها،وبعد معاينة الطبيب الشرعي ورفع الأدّلة من مسرح الجريمة حولت الجثة إلى مصلحة حفظ الجثث وتحديد هويتها ويتعلق الأمر بالمدعوة "أ.شبحة " ابنة شهيد تقطن المنزل العائلي بمفردها وتمتهن تربية الأغنام ، الأخيرة تم تشييع جنازتها في جو مهيب باشرت مصالح الأمن تحقيقات موسعة ، ولم يكن صعبا عليهم الوصول إلى الجناة على اعتبار أن القرية صغيرة والكلّ يعرف بعضهم ، وانطلاقا من فرضية أن الجاني لا يمكن أن يكون ن خارج القرية وبمساعدة الأعيان تم تحديد هوية المشتبه فيهما اللذان ظهر عليهما فجأة الثراء ويتعلق الأمر بجيران الضحية " أ.مقران " و"ش.الياس". أقتيد المشتبه فيهما إلى مقر الأمن للإجابة على بعض الأسئلة على رأسها مكان تواجدهما ساعة وقوع الجريمة ،وهنا ظهر تناقض وارتباك في تصريحاتهما. إنهار المتهمان ورويا للمحققين كيف خطّطا لقتل الضحية بهدف سرقة ما تملك ، لكن وفي اليوم المحدّد تفاجئوا بوجود ضيفات بمنزلها ما جعلهما يؤجلان تنفيذ مخططّهما الإجرامي . الخمر والمخدّرات لارتكاب الجريمة ولكن وقبل ذلك كان عليهما التحلّي بشجاعة كبيرة ما جعلهما يتناولان الخمر والمخدرات ليحضروا معدات تنفيذ الجريمة من حبل كهربائي أقنعة وقضيب من الخشب ثم، تسلّقوا مسكن الضحية التي كانت ترعى الغنم وانتظروها إلى غاية عودتها، فليوجهوا لها ضربات قاتلة على مستوى الرأس ثم كبّلوها بالخيط الكهربائي وكممّوا فمها حتى لا يسمع أحد صراخها ، ولما تأكدوا من وفاتها قاموا بسحبها إلى غاية الحنفية وغسلوا الجثة لطمس آثار الجريمة . والغريب حسب تصريحات المتهمين أنهما قضيا بعض الوقت في المنزل حيث تناولا وجبة العشاء قبل أن يسرقوا مبلغ 27 مليون سنتيم وبندقية ومجوهرات، ليتوجّهوا إلى ضواحي اعكوران أين تناولوا الخمر وقسّموا المسروقات مع المتهمين الآخرين الذين علموا بالصدفة بالجريمة لكنهم تكتموا ولم يقوموا بإبلاغ مصالح الأمن . على الفور تم توقيف باقي المشاركين في الجريمة" وهم كل من " ص. نور الدين" و" ص. بوزيد" و"ح.فريد" والذين أكّدوا أنهم صرفوا الأموال في شراء المشروبات الكحولية بموجب ملف جزائي قدم المتهمان "ا. مقران" وشريكه في الجريمة "ش. إلياس" أمام وكيل الجمهورية المختص إقليميا والذي أمر بإيداعهما رهن الحبس المؤقت قبل تحويلهما إلى قاضي التحقيق أين اعترفا بالوقائع المنسوبة إليهما ليحالا على محكمة الجنايات بمجلس قضاء تيزي وزو بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والسرقة المقترفة بظرف الليل باستعمال العنف والتعدد والتسلق في المنزل الجانيان يكشفان جريمتهما في جلسة خمر وخلال جلسة المحاكمة اعترف المتهمان الرئيسيان بقيامهم بضرب الضحية لكن دون قصد قتلها، وأكدا لقاضي الجلسة أنهما تسلقا بغرض سرقتها فقط . في حين اعترف المتهم "أ. مقران" أنهما توجها إلى إعكوران وتناولا الخمر وخلال الجلسة الليلية أخبروا المتهمين أنهما ارتكبا جريمة قتل لكن طلبا منهم كتم السر بعد أن سلما لهم جزءا من الأموال المسروقة وأهديا لأحدهم هاتف نقال من النوع الرفيع. أمّا المتهمون الآخرون فأنكروا أمام هيئة المحكمة التهمة المنسوبة إليهم وأكّدوا أنهم لم يأخذوا بعين الاعتبار ما قاله المتهمان لأنهما كانا في حالة سكر. شدد النائب العام على خطورة الوقائع وطلب من هيئة المحكمة تسليط عقوبة الإعدام للمتهمين الرئيسيين وعقوبة تتراوح بين 10 سنوات و15 سنة للآخرين، لتقضي محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وز بعقوبة الإعدام للمتهمين "ا. مقران" و"ش. إلياس"، فيما عقوبة خمس سنوات سجنا نافذا لكل من "ص. نور الدين"و"ص. بوزيد" مع تبرأة ساحة المتهم "ح.فريد" .