تناولوا الخمر والمخدرات وتسلّحوا بحبل كهربائي وأقنعة وقضيب من الخشب ثم تسلّقوا مسكن الضحية التي كانت ترعى الغنم وانتظروها إلى غاية عودتها، فوجهوا لها عدة ضربات قاتلة على مستوى الرأس ثم كبّلوها وكمموا فمها، ولما تأكدوا من وفاتها قاموا بسحبها إلى غاية الحنفية وغسلوها لطمس آثار الجريمة ثم تناولوا العصير و"الياووت" وسرقوا أغراضها وقاموا بتقسيم الغنيمة رفقة أصدقائهم. هذه تفاصيل أبشع جريمة قتل ارتكبت بتزي وزو راحت ضحيتها ابنة شهيدة لم ترتكب أي ذنب إلا أن الحياة أجبرتها على العيش لوحدها. قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وز خلال جلساتها الجنائية العادية الأسبوع الفارط بعقوبة الإعدام للمتهمين (ا. مقران) و(ش. إلياس)، وهما من ذوي السوابق القضائية، بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والسرقة المقترفة بظرف الليل باستعمال العنف والتعدد والتسلق في المنزل، فيما أصدرت هيئة المحكمة عقوبة 5 سنوات سجنا نافذا لكل من (ص. نور الدين)، (ص. بوزيد) والبراءة للمتهم (ح. فريد) المتابعين بجنحة إخفاء أشياء متحصل عليها من جناية إضرارا بالضحية (أ. شبحة). وقائع القضية استنادا إلى ما ورد في قرار الإحالة تعود إلى يوم 31 أكتوبر 2006، حيث تلقت مصالح أمن دائرة بوزقان مكالمة هاتفية من أعيان لجنة قرية اغرايان بضواحي إيجر مفادها اكتشافهم للضحية التي تقطن لمفردها جثة هامدة. وبعد تنقل مصالح الأمن إلى عين المكان، وجدوا الضحية مكبلة الأطراف بخيط كهربائي وآثار العنف والتعذيب بادية على جسدها. وبعد عملية البحث والتحري تم التعرف على هوية الفاعلين الأساسيين الذين هم في الحقيقة جيران الضحية وهذا بفضل مساعدة لجنة القرية الذين لاحظوا تغير سلوكات المتهمين، وبعد توقيفهم اعترفوا بالتهم المنسوبة إليهم، وصرح المتهمان الرئيسيان في محاضر رسمية أنهما خططوا لقتل الضحية وسرقتها منذ عدة أيام، لكن الصدفة جعلتهم يؤجلون مشروعهم الإجرامي كون إحدى العجائز نزلت ضيفة على بيت الضحية. واعترف المتهمان بأنهما تسلقا مسكن هذه الأخيرة حاملين معهما حبلا كهربائيا وخشبة وأقنعة وانتظروا عودتها من المرعى، حيث وجهوا لها ضربات على مستوى الرأس ثم كمموا فمها حتى لا يسمع أحد صرختها من جراء التعذيب الممارس عليها، كبلوها بخيط كهربائي وبعد أن لفظت أنفاسها قاموا بغسلها وبعدما قسموا الوجبة التي عثروا عليها في المطبخ وشربوا العصير وسرقوا مبلغا ماليا يقدر ب 27 مليون سنتيم وبندقية ومجوهرات، توجهوا إلى ضواحي اعكوران أين تناولوا الخمر وقسموا الغنيمة مع المتهمين الآخرين الذين علموا بالجريمة لكنهم تكتموا ولم يقوموا بإبلاغ السلطات الأمنية واشتروا صمتهم مقابل أموال المرحومة والتي صرفوها في الكحول وغيرها.المتهم (ا. مقران) وشريكه في الجريمة (ش. إلياس) اعترفا خلال جميع مراحل التحقيق بالوقائع المنسوبة إليهما، لكن أمام هيئة المحكمة اعترفا بقيامه بضرب الضحية لكن دون قصد قتلها، وأكدا لقاضي الجلسة أنهما تسلقا بغرض سرقتها فقط وهذا حتى تسلم لهما مفاتيح الخزانة. واعترف المتهم (أ. مقران) أنهما توجها إلى إعكوران وتناولا الخمر وخلال الجلسة الليلية أخبروا المتهمين أنهما ارتكبا جريمة قتل لكن طلبا منهم كتم السر بعد أن سلما لهم من الأموال المسروقة وأهديا لأحدهم هاتف نقال من النوع الرفيع.أما المتهمون الآخرون فأنكروا أمام هيئة المحكمة التهمة المنسوبة إليهم وأكدوا أنهم لم يأخذوا بعين الاعتبار ما قاله المتهمان على أنهما قتلا المرحومة لكونهما كانا في حالة سكر. دفاع الطرف المدني أكد أن الجريمة جد خطيرة، وقال الأستاذ نايت في مرافعته أن المجرمين بعد أن قتلا الضحية قاما بسحبها إلى الرواق قصد غسلها لمحو آثار الدماء. أما النائب العام وبعد أن سرد وقائع القضية، طلب من هيئة المحكمة تسليط عقوبة الإعدام للمتهمين الرئيسيين وعقوبة تتراوح بين 10 سنوات و15 سنة للآخرين.