إحتج أمس مواطنون من مختلف بلديات ولاية تبسة الحدودية، تنديدا منهم بوفاة سيدة و إبنتها و إصابة أخرين عقب إنفجار لغم تقليدي في بلدية بئر العاتر، و طالبوا بتشييد طريق خاص بعيد من محاور حقول الألغام المزروعة على يد الجماعات الإرهابية، منها التي تعود إلى العشرية السوداء و أخرى حديثة. قام أمس العشرات على سبيل المثال لا الحصر من سكان منطقة ،حساي الكرمة ،الريفية الواقعة على بعد 50 كلم جنوب شرق مدينة بئر العاتر، بغلق الطريق الوطني رقم 16 وبالضبط في منطقة سكياس جنوبا، مطالبين بتعبيد الطريق الرابط بين قريتهم و الطريق الوطني رقم 16 يُجنبهم خطر ألغام الجماعات الإرهابية المزروعة على طول مسلك ترابي يعبرونه يوميا، والتي ذهب ضحيتها قبل يومين سيدة وابنتها وإصابة زوجها ووالدها وابنة أخرى بجروح خطيرة جراء انفجار لغم تقليدي أثناء مرور السيارة التي كانت تقلهم. وقد حرص المحتجون الذين منعوا المركبات من المرور في الاتجاهين ، بالدرجة الأولى على الإسراع في إنجاز طريق معبد يمتد من الطريق الوطني رقم 16 باتجاه القرية على بعد 17 كلم بعد أن أصبح المسلك الريفي يشكل خطرا على حياتهم بفعل زرع الألغام التقليدية، لاسيما و أنه شهد في السنوات الأخيرة انفجار 3 قنابل تقليدية نصبتها الجماعات الإرهابية المسلحة أودت واحدة منها بحياة شاب وإصابة شقيقه بجروح خطيرة، و تسبب انفجار اللغم التقليدي الثاني في هلاك أكثر من 90 رأسا من الماشية لأحد الموالين وإتلاف كلي لشاحنة، أما الثالث فقد انفجر و أصاب ناقة. سكان حساي الكرمة أكدوا أنهم تأسفوا للوعود الكثيرة التي قطعها المسؤولون على أنفسهم بتجسيد مطالبهم في أسرع فرصة ولكن لم يتحقق شيئ وظل الوضع على حاله بل ويزداد سوءا يوما بعد يوم و عدد ضحايا الألغام و القنابل التقليدية يرتفع.