في البداية نود أن نسأل الشيخ ماذا بعد انسحابه من العارضة الفنية للمنتخب الوطني ؟ هل من جديد ؟ في الحقيقة كانت هناك عدة عروض من عدة أندية في الداخل والخارج لكن فضلت رفضها لأنها لا تتناسب مع الأهداف المسطرة، لأني أفضل العمل كتقني في ناد طموح أو منتخب مقبل على تحدي، كالتأهل للكان أو أي استحقاق إقليمي أو قاري، والهدف الثاني بحكم تخصصي كخبير تقني يمكنني العمل في ناد أو منتخب كخبير لمدة 3 أو 4 سنوات، للتخطيط لمستقبل ناد أو حتى منتخب. أما عودتي للميادين كمدرب ربما سأعود بشروط وظروف تساعدني على العمل وإلا فلا داعي للتفكير في عودتي للميادين، من ناحية أخرى أفضل العمل مع ناد طموح في أعلى مستوى أو منتخب يكون كما ذكرت سابقا في أعلى المستوى. هل تأكد اتصال إدارة مولودية الجزائر بك لتولي العارضة الفنية للعميد ؟ لا يوجد شيء من هذا القبيل حدث مع إدارة العميد كله كلام صحافة لا غير، الإتصال الوحيد الذي كان بالفعل كان مع رئيس جمعية الشلف قبل أن يتولى صديقي نور الدين سعدي مهمة تدريب جمعية الشلف، والذي تحادث معي في هذا الموضوع قرابة الساعة وكان جوابي بالرفض لأني غير مستعد كما ذكرت سابقا العمل كمدرب وأريد العودة لمهنتي الحقيقية وهي خبير تقني في تسيير المنتخبات أو حتى ناد في أعلى مستوى. غير أنك لمحت في تصريحاتك بأنك مستعد للإشراف على ناد طموح من البطولة الوطنية؟ هذا مجرد كلام الصحافة التي تقوم بتأويل تصريحاتي في كل مرة لو تذكرون تصريحاتي في القناة الإذاعية مؤخرا تم فهمها بطريقة خاطئة، لا يعقل أن يتم إقالة المدربين ونحن في بداية الجولات الأولى وهذا ما قد يؤثر على مستوى الكرة الجزائرية بالدرجة الأولى ولا يشرف كرتنا صراحة، لا يعقل أن نطلب من مدرب تحقيق النتائج بدون مراعاة ظروف العمل التي تحيط بالنادي والتي تساعد على نجاح أي ناد كان، كيف يمكن للمدرب معرفة اللاعبين عن قرب قبل شهرين على الأقل؟ لكن رؤساء الفرق تهمهم نتائج وفقط وفي هذه الحالة كما صرحت في مرة من المرات في الخليج يجب أن يكون ساحرا وليس مدربا لتحقيق النتائج . وقد رأيتم بأنفسكم العمل الذي قمنا به في الفريق الوطني قرابة 3 سنوات من العمل لتكون النتيجة تأهل الجزائر لكأس إفريقيا وكأس العالم. ما دام ذكرت الفريق الوطني نعود لاستقالتك التي كانت بعد مقابلة تنزانيا هل كانت تلك الاستقالة بمحض إرادتك أو أنها نتيجة لضغوطات جمة من الجمهور والمسؤولين، وحتى الصحافة التي كانت تنتقد في شخصك عبر صفحاتها يوميا ؟ بعد تولي مهمة تدريب الفريق الوطني في أواخر 2007 تم الاتفاق مع رئيس السابق حداج على تأهيل المنتخب الوطني لنهائيات أنغولا، يعني أن مدة العقد تنتهي بانتهاء مرحلة التصفيات التي خاضها المنتخب الوطني بعد تأهل الجزائر للكان والمونديال لم تكن هناك فترة للبحث عن مدرب آخر لمواصلة العمل مع الفريق لتولي مهمة قيادة الفريق في الكان بعدها للمونديال، تم تجديد العقد مع الاتحادية بعد إقناعي بضرورة مواصلة العمل وكان هذا العقد ينص على قيادة الفريق إلى غاية ما بعد المونديال المفروض أن يتم تجديد العقد مع المدرب قبل نهاية عقده في حال قام بعمل جيد، شخصيا لم يبق لي حينها الرغبة في مواصلة العمل مع الفريق الوطني بعد كأس العالم لكن الفترة كانت قصيرة بين نهاية المونديال وفترة بداية تصفيات كأس إفريقيا، لم يكن بإمكاني ترك المنتخب في تلك الظروف لكن الظروف التي صاحبت تلك الفترة عجلت بقناعتي بضرورة الانسحاب من العارضة الفنية. لمن تحمل مسؤولية كل ما حدث حينها ؟ لا أريد العودة للوراء ولا أحمل المسؤولية لأحد المهم أني أخذت القرار بمحض إرادتي وانسحبت لما رأيت أنه لا يمكنني العمل في ظل تلك الظروف، كما أعتبر فترة ثلاث سنوات فترة قياسية قلما تحدث في الجزائر على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، استطعنا من خلالها تحقيق أكثر من الهدف المسطر، كما أن الفاف برئاسة السيد حداج والسيد روراوة حاليا وفرت كل الإمكانات والوسائل. على العموم تبقى إلا الذكريات الجميلة التي عشناها حينها وعند انسحابي من المنتخب الوطني لم أفكر أبدا في خلق المشاكل بحيث أن الصحافة في كل مرة كانت تقوم بتحريف كلامي وتأويل أحاديث قصد رسم صورة مسيئة عني بخصوص الفريق الوطني، فلا تربيتي ولا سلوكي يسمحان لي بالتفكير في الإضرار بالمنتخب الوطني فأنا دائما في خدمة بلدي أولا والمنتخب الوطني الذي أعتبره من أعز وأحب الأشياء إلى قلبي. هل كنت تتوقع تأهلك لكأس إفريقيا بعد أن توليت مهمة تدريب المنتخب الوطني؟ طبعا الهدف المسطر عملت لأجله لأنه كان منصوصا في العقد ورفضت أن أعد السيد حداج في البداية بالتأهل لكأس العالم، هذا راجع لإمكانات الفريق المتواضعة على مستوى التعداد لكن تركنا الباب مفتوحا وانفتحت الشهية بمرور المقابلات، والله وفقنا وتأهلنا لكأس العالم كان بمثابة المفاجأة غير المتوقعة، هذا يرجع كما ذكرت سابقا لتواضع إمكانات الفريق من ناحية التعداد. نعود لسنة 1999 لماذا لم تكمل مشوارك مع المنتخب مع أنك ساهمت بشكل كبير في تأهيل الفريق لدورة 2000؟ عندما توليت العارضة الفنية حينها كان السيد ذيابي رحمة الله عليه مديرا فنيا للمنتخبات الوطنية، اتصل بي بغية تدريب الفريق بعد انسحاب السيد مزيان إيغيل رغم أني اتصلت به قصد مواصلة العمل سويا لكن رفض العودة وفضل الانسحاب. عملت حينها كمدير تقني للفريق الوطني وطلب مني السيد ذيابي تكوين لجنة مكونة من تقنيين ومدربين قصد إكمال مشوار المنتخب في التصفيات، وقمت بتعيين المدرب شارف كمساعد لي في العارضة الفنية وبدأنا العمل. كان الفريق قد خسر مقابلتين مقابلة ضد أوغندا ومقابلة ضد المنتخب التونسي وزيادة على كل هذا تم انسحاب 13 لاعبا من الفريق لأسباب مختلفة، هناك من كان يعاني من إصابة وهناك من فضل عدم إتمام التصفيات لقناعتهم بعدم جدوى لعب المباريات المتبقية وتم تجديد الفريق بنسبة 80 في 100، وكانت أول مقابلة لرفيق صايفي ووضعت قيادة الجيش الشعبي الوطني طائرة خاصة لنقلنا لليبريا قصد لعب المباراة الثالثة والأخيرة من الجولة الأولى، نزلنا حينها في مطار ابيجون كوت ديفوار وبعدها دخلنا لليبريا وكانت الظروف حينها جد صعبة بسبب الحرب الأهلية، حتى أن كل شيء ينبأ بأن هذا البلد يعيش مأساة الاقتتال لا كهرباء لا أكل أبسط ظروف المعيشة منعدمة قبل المباراة تم الاتفاق على هدنة بين المتقاتلين قصد مشاهدة المقابلة حتى أن الجمهور الحاضر للمقابلة من المسلحين، إضافة لكل هذه الظروف عاش المنتخب تحكيم ظالم وخروجي بالبطاقة الحمراء. وخسرنا مقابلة أمام تونس في تونس وتأهلنا كثاني أحسن فريق بعد تونس لكن فضلت أن انسحب بعد تأهيل الفريق لأني بقيت محتفظ بذكريات سيئة منذ 1986 وعائلتي التي عاشت الجحيم حينها ولم أكن مستعد للإعادة السيناريو. قامت الوزارة بالاتصال برابح ماجر الذي وافق في البدايةعلى مواصلة قيادة الخضر لكن حدث بعض المشاكل وحادثة تمزيقه للعقد على المباشر في الإستديو الكل يعلم بها، فقاد سنجاق المنتخب في دورة 2000. اتصلت بك مؤخرا الفاف قصد توليك منصب المديرية الفنية للمنتخبات الوطنية وأنت قمت بدورك بطلب مهلة لتفكير والتريث قبل الإجابة على هذا الطلب، هل من جديد حول هذه القضية؟ صحيح أن الفاف قامت بالإتصال بي حينها كنت بأمس الحاجة للراحة والابتعاد عن الميادين، لكن الآن أنا مستعد للعمل والرغبة للميادين كتقني أو كمدير للمديرية الفنية للمنتخبات الوطنية، وفي حال وجهت لي الدعوة لتولي هذا المنصب أكيد سأوافق بدون تردد صحيح، أنه تم الاتصال بي من طرف عدة نوادي لكن المشاكل التي تعيشها هذه الفرق جعلتني أرفض العمل تحت تلك الظروف. برأيك ما الذي جعل الفريق الوطني يخفق في تأهله لكأس إفريقيا ويغيب عن دورة الغابون وغينيا الاستوائية؟ في كل مرة كنت ألح على الاستقرار والعمل المدروسين على مستوى كل الأصعدة سواء الفنية والتقنية من ناحية التعداد إلخ.. لكن للأسف لم نقم بهذا العمل بالنسبة لي كنت أود أن يكون انسحابي من المنتخب بعد تنصيب مدربين وتقنيين، طبعا جزائريين قصد مواصلة العمل الذي بدأنا فيه قبل 3 سنوات، لكن للأسف لا شيء حدث من هذا القبيل فكل من أتى لا يعلم محيط المنتخب ما ذكرت في البداية، على الأقل يجب أن تكون مدة شهرين للتعرف على اللاعبين قصد البدء في العمل حتى أن بن شيخة كان بعيدا عن الفريق كنت أفضل أن يكون هناك تنسيق بين جميع الأطراف، قصد مواصلة العمل لكن حدث أنه تم تكسير عمل ثلاث سنوات، ومن هنا تظهر أهمية وجود المديرية الفنية للمنتخبات الوطنية قصد تنسيق بين النوادي ومتابعة اللاعبين، كيف يتم متابعة عمل المدرب وغيرها من الأمور التقنية والفنية حاليا الكل معجب بنادي برشلونة ونادي ريال مدريد لكن هناك عمل قاعدي كبير ومخطط له حتى في الفئات الشبابية، حتى أن الحصة التدريبية التي تطبق في الفئات الكبرى تطبق في الفئات الصغرى لذلك فالعمل دائم متواصل والنتيجة مضمونة. مع قدوم حاليلوزيتش الكل أعجب بعمله وهلل لفوزنا على إفريقيا الوسطى مارأيك؟ بالرغم من أن هذا الفريق ضعيف مقارنة بالمنتخب الوطني الجزائري، والله شيء مؤسف للغاية عدم مشاركة الجزائر في كأس إفريقيا لأننا سنتفرج على الأخريين، وهذا سيؤثر سلبا على الكرة الجزائرية والخطأ يتحمله الجميع وهو راجع لعدم التخطيط والتفكير في العمل المتواصل كما ذكرنا سابقا. لكن يبقى درس لنا جميعا وكنت قد ذكرت في السابق أن الفترة الصعبة سيعيشها المنتخب الوطني وهذا ما لم يفهمه الكثيرون، ونبقى دائما نغير في الطاقم الفني وهذا الذي أثر علينا سلبا لكن الحكم على هذا المدرب اعتقد أنه سابق لأوانه، لأنه في بداية العمل وهو بصدد غربلة التشكيلة وكان قد صرح بأنه يلزمه عمل في هذه الأشهر قصد الإرساء على تشكيلة متكاملة، على العموم يعتبر مدربا محترفا وهو بصدد القيام بعمله كما قلت سابقا، يجب أن ننتظر قرابة 6 أشهر للحكم على عمله لما تنطلق مقابلات تصفيات كأس إفريقيا في جوان القادم.